أخبار دوليةسلايدر

واشنطن تُلوّح بتصنيف البوليساريو كتنظيم إرهابي.. الجزائر في مواجهة العواقب

الدار/ تحليل

تتجه الولايات المتحدة نحو اتخاذ خطوة غير مسبوقة في ملف الصحراء المغربية، من خلال إدراج “جبهة البوليساريو” ضمن قائمتها للتنظيمات الإرهابية، حسب ما أعلنه الصحفي البريطاني المقيم في أمريكا، صامويل ريسنفيلد. وإذا ما تم اتخاذ هذا القرار، فسيكون بمثابة منعطف حاد في الموقف الأمريكي من القضية، وستتجاوز تداعياته حدود الجبهة لتطال حلفاءها وفي مقدمتهم النظام الجزائري.

القرار، الذي يُرتقب أن تدرسه السلطات الأمريكية في الفترة المقبلة، سيفرض قيوداً صارمة على أي تعامل أو دعم موجّه للبوليساريو داخل الأراضي الأمريكية، بما يشمل التمويل، التدريب، التزويد بالمعدات، بل وحتى تقديم الاستشارات والخدمات القانونية أو الإعلامية.

كما سيترتب عليه تجميد فوري لأي أصول أو حسابات مالية مرتبطة بالجبهة داخل النظام المصرفي الأمريكي، إلى جانب حظر أي أنشطة تهدف إلى جمع تبرعات أو إرسال تحويلات مالية تصب في مصلحتها.

ومن المنتظر أن تشمل الآثار أيضاً منظمات أجنبية داعمة للجبهة، خصوصاً تلك الناشطة في إسبانيا وجنوب إفريقيا، والتي قد تواجه بدورها عقوبات أمريكية بسبب استمرارها في تقديم الدعم لكيان يُحتمل تصنيفه إرهابياً.

أما على المستوى السياسي والدبلوماسي، فإن التصنيف الأمريكي سيشكّل ضربة قاسية لصورة البوليساريو على الساحة الدولية، ويعزلها عن كثير من المنابر التي اعتادت الظهور فيها، مما قد يُفقدها أي دعم معنوي أو رمزي من أطراف دولية.

وتبقى الجزائر، التي تعتبر الداعم الرئيسي للجبهة، أكثر المتأثرين بالقرار المحتمل، حيث قد يؤدي إلى إرباك حساباتها الخارجية، ويزيد من عزلة دبلوماسيتها، في وقت تعاني فيه البلاد أصلاً من توترات إقليمية واقتصادية متزايدة.

يرى متابعون أن هذا التحول المرتقب في الموقف الأمريكي يعكس تغييراً أعمق في طريقة تعامل واشنطن مع النزاعات الإقليمية، إذ لم تعد تتسامح مع الحركات المسلحة التي تتخذ من الشعارات السياسية غطاءً، وهو ما قد يُمهّد لمرحلة جديدة في ملف الصحراء عنوانها: الحزم في مواجهة مشاريع الانفصال.

زر الذهاب إلى الأعلى