السيارات الصينية بأنظمة القيادة الذاتية تجد لنفسها موطئ قدم في أسواق الشرق الأوسط
السيارات الصينية بأنظمة القيادة الذاتية تجد لنفسها موطئ قدم في أسواق الشرق الأوسط

الدار/ تقارير
بدأت أنظمة القيادة الذاتية تجد لنفسها موطئ قدم في أسواق الشرق الأوسط، مدفوعة بدعم حكومي وانفتاح تشريعي واضح في عدد من الدول، خاصة في الإمارات العربية المتحدة.
تشهد المنطقة مؤخرًا تصاعدًا ملحوظًا في عدد سيارات الأجرة الذاتية، مع تسارع التجارب والتطبيقات التجارية التي تسعى إلى تحويل التنقل الحضري إلى تجربة ذكية وآمنة وخالية من التدخل البشري.
وفي مقدمة هذه التحركات، برزت شركة “أبولو غو” التابعة للعملاق التكنولوجي “بايدو”، التي وقعت أواخر مارس اتفاقًا رسميًا مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي، لإطلاق خدمات القيادة الذاتية في شوارع المدينة. وتطمح الشركة إلى تشغيل ألف سيارة ذاتية القيادة بالكامل في دبي بحلول عام 2028، في واحدة من أكبر الخطوات خارج السوق الصيني.
هذه الاتفاقية مثلت نقطة انطلاق “أبولو غو” نحو أول حضور لها في الشرق الأوسط، إذ أعقبها بيوم واحد عقد شراكة ثانية مع شركة “أوتوغو” الإماراتية، المتخصصة في حلول التنقل الذكي، بهدف إطلاق أسطول كبير من المركبات الذاتية في أبوظبي.
ويرى عدد من الخبراء أن هذا التوسع يمثل بداية لتحول عالمي في أنظمة النقل، تقوده الصين بفضل خبرتها التقنية العميقة وتجاربها الواسعة في تشغيل هذه الأنظمة على أراضيها. ويؤكد تشو كه لي، مدير معهد الصين للاقتصاد الجديد، أن البيئة التشريعية المرنة والداعمة في دول مثل الإمارات ولوكسمبورغ توفر أرضًا خصبة لاختبار وتطوير هذه التقنيات، ما يعزز من جاذبية هذه الأسواق للشركات الصينية.
وفي سياق مماثل، أعلنت شركة “بوني.إيه آي” الصينية مؤخرًا عن تحالف جديد مع منصة “أوبر” الأمريكية، يهدف إلى دمج سيارات الأجرة الذاتية في خدمات “أوبر” انطلاقًا من سوق بالشرق الأوسط، مع خطط للتوسع لاحقًا نحو أسواق عالمية أخرى.
ويعزز هذا الزخم المتصاعد ما أشار إليه الأكاديمي تشانغ شيانغ، الأستاذ الزائر في جامعة هوانغخه، بأن الصين باتت في صدارة الابتكار العالمي في مجال السيارات الذاتية، وأن توجهها للأسواق الخارجية سيسرّع وتيرة الانتشار التجاري لهذا القطاع التكنولوجي المتقدم.
في المقابل، لا تغيب التحديات عن مشهد التوسع. فكما يشير لي شين بوه، المحلل في شركة تيانجين لتكنولوجيا معلومات السيارات، فإن الشركات الصينية مطالبة بالتأقلم مع اختلافات ثقافية وتشريعية كبيرة، ناهيك عن المنافسة الشرسة التي تفرض تطويرًا مستمرًا في الأداء والخدمات.
من جهة أخرى، شرعت شركة “ويرايد” الناشئة في إطلاق أول تجاربها في أبوظبي عبر تشغيل سيارات أجرة ذاتية بالكامل، لتكون بذلك أول تجربة من نوعها في الشرق الأوسط، ما يرسّخ مكانة العاصمة الإماراتية كمنصة تجريبية للابتكارات المستقبلية في النقل.
ويخلص المحللون إلى أن النجاح في هذه الأسواق يتطلب استراتيجيات دقيقة تجمع بين التوطين، وتقليل التكاليف، وتقديم حلول مبتكرة تتماشى مع احتياجات المجتمعات المحلية، وهو ما تسعى الشركات الصينية جاهدة لتحقيقه في إطار سعيها لقيادة ثورة النقل الذكي عالميًا.