أخبار دوليةسلايدر

الصين تدفع نحو مزيد من الانفتاح السياحي على المغرب: سفارتها بالرباط تتحرك لتعزيز توافد السياح الصينيين

الدار/ خاص

في توجه يبرز إرادة الصين في توسيع حضورها السياحي بالمغرب، عقد السفير الصيني في الرباط، لي تشانغ لين، لقاءً رسميًا مع المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، السيد أشرف فايدة، خصص لبحث آليات تطوير التعاون السياحي بين البلدين، وتفعيل برامج عملية تستهدف رفع عدد السياح الصينيين الوافدين إلى المملكة.

اللقاء، الذي يندرج ضمن دينامية دبلوماسية نشطة تقودها سفارة الصين بالرباط، يبرز حرص بكين على أن يكون المغرب وجهة مفضلة لدى السياح الصينيين في شمال إفريقيا، مستفيدة من التسهيلات التي تقدمها الرباط، وعلى رأسها إعفاء المواطنين الصينيين من التأشيرة منذ عام 2016، وهي خطوة نالت حينها إشادة رسمية من الجانب الصيني واعتُبرت بوابة لتقوية العلاقات بين الشعبين.

وبحسب معطيات رسمية، استقبل المغرب خلال عام 2024 أكثر من 100 ألف سائح صيني، في رقم يُتوقع أن يشهد تصاعدًا لافتًا خلال السنوات المقبلة، خاصة مع تعزيز قنوات التعاون والترويج السياحي بين المؤسستين السياحيتين في البلدين. وعبّر السفير لي تشانغ لين عن تطلع بلاده إلى مواصلة تنسيق الجهود مع المكتب الوطني المغربي للسياحة، من أجل تطوير عروض موجهة خصيصًا للسوق الصينية، مع الأخذ بعين الاعتبار اهتمامات الزائر الصيني في ما يتعلق بالثقافة، الطبيعة، والمنتجات السياحية عالية الجودة.

وتعمل السفارة الصينية، على تسهيل المبادلات بين وكالات الأسفار وشركات السياحة في البلدين، مع تشجيع إطلاق خطوط جوية مباشرة جديدة وتوسيع الحضور الرقمي للعروض المغربية على المنصات الصينية الرائدة مثل “WeChat” و”Fliggy”، ما سيساهم في تحسين قابلية المملكة للظهور داخل السوق السياحية الصينية، التي تُعد من الأكبر عالميًا، حيث تجاوز عدد المسافرين الصينيين إلى الخارج حاجز 150 مليون سائح قبل جائحة كورونا، وفق بيانات منظمة السياحة العالمية.

من جانبه، ثمّن السيد أشرف فايدة هذا التعاون المتنامي، مؤكدًا أن المغرب يعتبر السوق الصينية شريكًا استراتيجيًا في رؤيته الجديدة لتنويع مصادر السياح، وتقليل الاعتماد على الأسواق التقليدية. كما أشار إلى أن تجربة السائح الصيني في المغرب تُعد إيجابية جدًا، وهو ما يدفع إلى تعميق الاستثمار في هذا التوجه من خلال بنية تحتية مناسبة، وتكوين الموارد البشرية القادرة على الاستجابة لتوقعات السياح الصينيين.

هذا التحرك الصيني النشط يعكس، في جانب منه، البعد الثقافي والسياسي الذي تضعه بكين في علاقاتها مع المغرب، ضمن رؤية “الحزام والطريق”، التي تعتبر المملكة محطة محورية في انفتاح الصين على شمال وغرب إفريقيا، ليس فقط تجاريًا واستثماريًا، بل أيضًا سياحيًا وثقافيًا.

وفي ظل هذا التناغم المتزايد، يبدو أن السياحة ستشكّل أحد أبرز مسارات التفاهم المغربي–الصيني خلال المرحلة المقبلة، بفضل الجهود الدبلوماسية النشطة، والرغبة المشتركة في تعزيز التبادل الإنساني بين شعبين تجمعهما صداقة متينة وتاريخ من التعاون المستمر.

زر الذهاب إلى الأعلى