أخبار الدارسلايدر

زيارة تاريخية تعزز الشراكة: المغرب وآسيان يرسمان آفاق تعاون متجدد متعدد الأبعاد

زيارة تاريخية تعزز الشراكة: المغرب وآسيان يرسمان آفاق تعاون متجدد متعدد الأبعاد

الدار/ خاص

استقبل ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، نظيره في الأمانة العامة لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، الدكتور كاو كيم هورن، في زيارة رسمية إلى المغرب تمتد من 24 إلى 26 يونيو 2025.

شكل هذا اللقاء محطة جديدة لتجديد التأكيد على متانة العلاقات المغربية-الآسيوية، وتحديد مسارات عملية لتعزيز التعاون المشترك، سواء على المستوى الثنائي بين المغرب وكل دولة من دول الآسيان، أو على المستوى الجماعي عبر آليات الرابطة.

عبّر الوزير بوريطة خلال اللقاء عن امتنانه العميق للدعم الذي قدمته دول آسيان للمغرب خلال مسار حصوله على صفة “شريك قطاعي” داخل الرابطة، وهي الصفة التي منحت له في سبتمبر 2023، بما يعكس التقدير الإقليمي لدور المغرب المتنامي. بدوره، أشاد الدكتور كاو بالتزام المملكة المغربية الواضح والمستمر في تقوية روابطها مع الآسيان، مؤكدًا أن هذا الانخراط يفتح آفاقًا جديدة للتعاون العملي بين الطرفين.

نوه الأمين العام لآسيان بالحضور المغربي في عدد من الأطر والمؤسسات الإقليمية المرتبطة بآسيان، مثل عضويته كشريك في لجنة نهر الميكونغ منذ عام 2017، ومشاركته كمراقب في الجمعية البرلمانية لدول آسيان منذ عام 2020، وعضويته الموازية في منظمة وزراء التربية والتعليم في جنوب شرق آسيا منذ 2021. هذا الحضور، حسب تعبيره، يعكس رؤية استراتيجية بعيدة المدى للمغرب في بناء جسور التعاون جنوب-جنوب.

أكد الوزير بوريطة أن تعميق الشراكة مع دول آسيان يندرج في إطار الرؤية الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تقوم على تنويع الشركاء الدوليين وتعزيز التضامن مع دول الجنوب، مشددًا على أهمية تطوير شراكات تعاونية واقعية تقوم على مبدأ “رابح-رابح”.

أبرز الطرفان توافقهما التام بشأن المبادئ الأساسية للمعاهدة المتعلقة بالصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا، خصوصًا احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل النزاعات بالطرق السلمية. وهي مبادئ يلتقي فيها المغرب مع دول الآسيان، ما يضفي على الشراكة طابعًا أخلاقيًا وسياسيًا متينًا.

شكلت المبادرات الكبرى التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس محورًا مهمًا في المحادثات، وفي مقدمتها “مبادرة الولوج إلى المحيط الأطلسي لفائدة دول الساحل”، ومشروع خط أنابيب الغاز الأطلسي الإفريقي، ومبادرة الدول الإفريقية الأطلسية. وقد اعتبر الدكتور كاو هذه المشاريع رافعة حقيقية تفتح المجال أمام دول آسيان للتفاعل مع إفريقيا بشكل أكثر فاعلية عبر البوابة المغربية.

توافق الجانبان على أن المغرب يشكل منصة جيو-اقتصادية مثالية لدول آسيان للدخول إلى الأسواق الإفريقية، في حين تمثل دول الرابطة فرصة استراتيجية للمغرب لتعزيز حضوره في القارة الآسيوية والانخراط في اقتصاداتها الصاعدة.

عبر الدكتور كاو عن تقديره الكبير لمساهمات المغرب في تمويل المركز الإقليمي لإزالة الألغام في آسيا (ARMAC) في كمبوديا، وكذلك دعمه لبناء مركز تعليمي تابع للجنة نهر الميكونغ في لاوس. كما نوه بالدور المحوري الذي تلعبه الوكالة المغربية للتعاون الدولي (AMCI) في دعم برامج التكوين والمساعدة التقنية لفائدة دول آسيان والدول الإفريقية.

أكد الطرفان أهمية البرامج التكوينية التي يوفرها معهد الدراسات الدبلوماسية المغربي (IMFRED) لفائدة دبلوماسيي آسيان، معربين عن رغبتهما في تعزيز هذه المبادرات لما لها من دور في تمتين الفهم المتبادل ورفع كفاءة الشراكة متعددة الأطراف.

رحب الطرفان بانعقاد الدورة الثانية للجنة التعاون القطاعي المشتركة بين المغرب وآسيان في جاكرتا نهاية عام 2024، مؤكدين التطلع المشترك لعقد الدورة الثالثة في نوفمبر 2025. كما أشاد الدكتور كاو بمشاركة المغرب النشطة في فعاليات آسيان المتنوعة، التي شملت مجالات حقوق الإنسان، النقل، التنمية، المدن الذكية، والتعاون الاجتماعي.

اختتم اللقاء بتأكيد الطرفين على التزامهما الراسخ بمواصلة العمل المشترك لتوسيع وتكثيف التعاون بين المملكة المغربية ودول آسيان، سواء على المستوى الثنائي أو الجماعي، من أجل بناء شراكة نموذجية بين إفريقيا وآسيا تعكس طموحات الشعوب وتخدم الاستقرار والازدهار المشترك.

زر الذهاب إلى الأعلى