مدينة شفشاون “المغربية” تُولد من جديد في الصين: نسخة مطابقة للمدينة الزرقاء في قلب هاربين

الدار/ مريم حفياني
أقدمت السلطات في مدينة هاربين، عاصمة مقاطعة هيلونغجيانغ الواقعة في شمال شرق الصين، على تشييد نسخة دقيقة من مدينة شفشاون المغربية، المشهورة عالمياً بجدرانها الزرقاء الساحرة وأزقتها الضيقة المفعمة بالأصالة.
المدينة التي باتت تعرف بين الزوار باسم “شفشاون الصينية”، تأتي تكريماً للوجهة السياحية المغربية التي تحتل مكانة خاصة في قلوب السياح الصينيين. فقد شهدت شفشاون خلال السنوات الأخيرة توافدًا متزايدًا من الزوار القادمين من الصين، ما جعلها من بين أبرز المحطات السياحية التي يبحث عنها السياح الآسيويون في شمال إفريقيا.
وتعكس هذه المبادرة مدى تأثير الثقافة المغربية في الخارج، لاسيما في الصين، حيث لا يقتصر الإعجاب على الطبخ والموسيقى فقط، بل امتد ليشمل المعمار والهوية البصرية للمدن المغربية. وتعد هذه الخطوة كذلك جزءًا من جهود أوسع لتعزيز التبادل الثقافي والسياحي بين الرباط وبكين، في إطار علاقات الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين البلدين.
“شفشاون الصينية” ليست مجرد مشروع معماري، بل تجربة حسية تعكس أجواء المدينة الأصلية، من حيث التفاصيل الدقيقة للألوان، وزخرفة الجدران، ونمط الأبواب والنوافذ، وحتى طابع الأزقة المتعرجة. كل هذا يهدف إلى تقديم نموذج مصغر يعكس جمال المغرب، ويقرب الثقافة المغربية من المواطن الصيني.
هذه النسخة المعمارية الجديدة من شفشاون قد تُشكل مستقبلاً جسرًا سياحيًا وثقافيًا جديدًا بين الشعبين، وفرصة لتعزيز حضور المغرب في الوعي الجماعي العالمي كوجهة سياحية وثقافية ذات طابع فريد.