أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

زوما في الرباط.. حزب MK عبر عبر عن دعمه الكامل للوحدة الترابية للمملكة مشدداً أن الصحراء كانت دومًا جزءًا من المغرب

زوما في الرباط.. حزب MK عبر عبر عن دعمه الكامل للوحدة الترابية للمملكة مشدداً أن الصحراء كانت دومًا جزءًا من المغرب

الدار/ مريم حفياني

قام الرئيس السابق لجنوب إفريقيا، جاكوب زوما، بزيارة رسمية إلى العاصمة المغربية الرباط، ممثلاً عن حزبه الجديد uMkhonto we Sizwe (MK)، الذي أسسه أواخر عام 2023 بعد انفصاله عن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (ANC).

زيارة زوما جاءت بعد أسابيع قليلة من إعلان حزب MK دعمه الواضح لمبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها المملكة المغربية، باعتبارها الحل الواقعي الوحيد للنزاع حول الصحراء. ويعد هذا الموقف خروجاً لافتاً عن النهج التقليدي الذي طالما سارت عليه جنوب إفريقيا بدعمها لجبهة البوليساريو.

في بيان سياسي مفصل نُشر على الموقع الرسمي للحزب خلال شهر يونيو الماضي، تحت عنوان: “شراكة استراتيجية من أجل الوحدة الإفريقية، التحرر الاقتصادي، والسلامة الترابية: المغرب”، عبّر حزب MK عن دعمه الكامل للوحدة الترابية للمملكة، مشدداً على أن منطقة الصحراء “كانت دومًا جزءًا من المغرب، قبل الاستعمار الإسباني وبعده، وأن سيادته عليها أمر مشروع ويجب أن يُحترم”.

وأكد الحزب أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تُمثل “صيغة متقدمة للحكم المحلي تتيح لسكان الأقاليم الصحراوية تدبير شؤونهم بشكل ديمقراطي، مع ضمان سيادة الدولة المغربية على كامل ترابها”.

وتتويجًا لهذا الموقف، التقى زوما خلال زيارته بالوزير المغربي للشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة. وعقب اللقاء، أدلى القيادي في الحزب ماغازيلا مزوبي ببيان رسمي أكد فيه أن حزب MK يدعم دون مواربة المبادرة المغربية، ويعتبرها أساسًا لحل دائم وعادل للنزاع، كما نوّه بدور المغرب الريادي في دعم حركات التحرر الإفريقية، وعلى رأسها حركة Umkhonto weSizwe، التي كانت تمثل الجناح المسلح لحزب ANC، مشيراً إلى أن المغرب كان أول بلد قدّم الدعم المالي والعسكري لها منذ سنة 1962.

الجدير بالذكر أن التقارب بين الرباط وزوما لم يكن وليد اللحظة، بل تعود جذوره إلى عام 2017، حين عقد زوما لقاءً تاريخيًا مع جلالة الملك محمد السادس نصره الله، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي في أبيدجان، وهو اللقاء الذي مهد آنذاك لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

اليوم، ومع التحول الذي تشهده الساحة السياسية في جنوب إفريقيا، وصعود حزب MK كقوة معارضة رئيسية في البرلمان، تتعزز فرص بناء علاقات مغربية–جنوب إفريقية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بعيداً عن مناورات الحرب الباردة والمواقف الإيديولوجية التقليدية.

زيارة زوما ليست فقط دبلوماسية في ظاهرها، بل تحمل في طياتها مؤشرات على تغير عميق في التوازنات الإفريقية بشأن قضية الصحراء، وتؤكد أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية باتت تحصد مزيداً من الدعم من داخل القارة.

زر الذهاب إلى الأعلى