أخبار الدارسلايدر

الدعاية السوداء وسقوط الأقنعة في حرب إستهداف المغرب

الدعاية السوداء وسقوط الأقنعة في حرب إستهداف المغرب

أقدمت جريدة “لوموند” الفرنسية ليومي الأحد والاثنين 24 و25 غشت 2025 مقالا بائسا، حمل بين سطوره خليطا من التنجيم الرخيص والأقاويل المبتورة، في محاولة يائسة للنيل من المؤسسة الملكية. غير أن ما أثار إستغرابنا ليس فقر المحتوى غير المهني للمقال والذي لا يشرف صحافة بلاد موليير فحسب، بل كذلك انحداره وإنحطاطه إلى مستوى رخيص لأسواق الإشاعة التي تمارسها الصحافة المأجورة.

وسرعان ما إنقلب الوهم والكدب الذي ثم نشره، إلى ردود فعل لاذعة و إنتقادات بل وإلى سخرية جارحة من المستوى الرديء الذي انحدرت إليه جريدة “لوموند”، التي حولت نفسهل إلى أداة في يد الدعاية السوداء بدل أن تكون مرآة للحقيقة.
فلم يكن ما نشرحول صحة جلالة الملك محمد السادس حدثا عرضيا، بل حلقة ضمن مخطط إعلامي متكامل تحركه أياد معروفة العداء للمغرب. ففي أسبوع واحد فقط تلاقت سرديات الصحف الإسبانية المعادية، مع حملات صحف جزائرية وأبواق البوليساريو، ومع تسريبات عبثية حول المحيط الملكي ، لتصنع صورة زائفة كادبة . إنها عملية ممنهجة تعيد إنتاج مقولة غوبلز: “اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس”، غير أن الفرق اليوم أن المغاربة يمتلكون من الوعي ما يجعلهم يميزون بين الإعلام الجاد والدعاية السوداء.
واللافت أن هذه الحملات تتغافل عن حقيقة تاريخية راسخة، وهي أن المغرب ظل عبر قرون خلت بلدا صلبا في وجه العواصف، وقوة الملك ليست فقط في صحته الجسدية، بقدر ما هي في شرعية البيعة وعمق الإرتباط بالشعب. والتجارب العالمية من ميتران إلى روزفلت، ومن عبد الملك السعدي إلى أحمد المنصور، تثبت أن القيادة لا تقاس بوعكة عابرة، بل بإرادة أمة متماسكة وعرش متجذر في التاريخ. أما الإعلام الذي يزعم لنفسه سلطة تحديد مصائر الأنظمة، فإنه يكشف بتناقضاته جهله بالخصوصية المغربية وصلابة مؤسساتها.

إن المغرب اليوم لا يحتاج إلى شهادة من الخارج، ولا إلى تطمينات مصطنعة، فحصنه المنيع هو التلاحم التاريخي بين العرش والشعب. وكل حملات التشويش، مهما تنوعت مصادرها، لن تزيد المغاربة إلا يقينا بعدالة قضيتهم الوطنية، وإصرارا على حماية أمنهم وإستقرار وطنهم. إيماناً بأن المستقبل يبنى بعرقهم ووحدتهم لا بأوهام وأساطير خصومهم. ومن يظن أن المغرب سيتأثر بمجرد دعاية سوداء فهو واهم، لأن الأقنعة تسقط سريعا حين تصطدم بكلمة الشعب المغربي الواحدة الله ، الوطن، الملك.

ذ/ الحسين بكار السباعي
محام وباحث في الهجرة وحقوق الإنسان.
خبير في نزاع الصحراء المغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى