صحة

هذه هي المسببات الأساسية لأزمات المراهقة

بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، بين كل ستة أشخاص من سكان الكرة الأرضية هناك واحد في المرحلة العمرية بين 10 و19 عاماً، أي أن نسبة واحد على ستة من سكان الأرض هم من المراهقين. 

أزمات المراهقة

وفترة المراهقة هي المرحلة العمرية الأشد دقة التي يمر فيها الإنسان، فخلالها يتعرّض إلى الكثير من التغيّرات النفسية والجسدية والهرمونية، وتبرز أزمات عدة في حياته مثل التعرّف على النفس وعلى المحيط، الحصول على الحرية والإستقلالية في اتخاذ القرارات، الانفصال عن سلطة الأهل وإثبات الذات، والتفكير بالمستقبل والقلق منه.

ومع أن معظم المراهقين يجتازون هذه المرحلة المعقّدة من حياتهم من دون مشاكل جوهرية والكثير من الآثار السلبية، إلا أن البعض منهم يتعرّضون إلى بعض المشاكل في المراهقة تسبب لهم الإضطرابات النفسية التي ممكن أن ترافقهم مدى الحياة إذا لم تتم معالجتها، وأن تؤثر سلباً على حياتهم المستقبلية.    

مسببات الإضطرابات النفسية لدى المراهقين

المراهقة هي المرحلة الشديدة الأهمية لناحية تطوير العادات الإجتماعية والعاطفية المهمة للسلامة النفسية بالنسبة إلى المراهق وحياته المستقبلية، والحفاظ عليها. وذلك من خلال الحصول على ظروف عائلية واجتماعية مناسبة، والحصول على المساعدة بما يخص تطوير مهارات التكيّف مع الأوضاع وحل المشاكل وإدارة العواطف. لذلك فإن المشاكل التي يواجهها المراهق في الأسرة أو في المدرسة أو في المجتمع من شأنها أن تدخله في حالة من الإضطراب النفسي.

الخلافات الأسرية: ومن أكثر المشاكل تأثيراً على نفسية المراهق نذكر الخلافات العائلية والزوجية بين والديه، فهي تُشعره بعدم الأمان والإستقرار، وتضعه في حالة تجاذب بين الطرفين مما يؤثر على استقراره العاطفي وعلى قراراته المستقبلية بما يخص الزواج وبناء العائلة، كما أن هذه الخلافات تسبب له الاكتئاب والعزلة وعدم الثقة بالنفس مع ما يرافق ذلك من أزمات في المراهقة وفي مرحلة الشباب والنضوج.

الحالة المادية المتردّية: وأيضاً الفقر المادي هو من مسببات الأزمات النفسية عند المراهقين. ففي هذه الفترة التي من المفترض أن يتعرّف المراهق على المجتمع وأن ينخرط فيه وينطلق إلى حياته المستقلة، فإن المشاكل المادية تجعله يشعر أنه فاقد السيطرة على حياته، وتحرّك لديه المزيد من الثورة على المجتمع وتعطيه فكرة خاطئة عن العدالة الإجتماعية والمساواة. وكل هذه العوامل من شأنها أن تصيب المراهق بالإحباط والإنطوائية أو أن تدفعه نحو الإنحراف وتبنّي السلوكيات التي ممكن أن تدخله في المشاكل الإجتماعية أو القانونية.

التعرّض إلى التنمّر: فهذه المشكلة التي تتم محاربتها بشكل واسع حول العالم اليوم، هي من المسببات الرئيسية للإضطرابات النفسية لدى المراهقين. فالتنمّر يؤدي بشكل كبير إلى الشعور بالاكتئاب وقلة الثقة بالنفس، مما يدفع بالمراهق إلى الإنطواء والانعزال عن محيطه، كما أنه من الممكن أن يجعل المراهق يمارس هذه الضغوط نفسها في المستقبل على المحيطين به كرد فعل إنتقامي مما تعرّض له هو في الطفولة أو في المراهقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 + تسعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى