
الدار/ سارة الوكيلي
قبل ساعات من النهائي التاريخي الذي سيجمع المنتخب المغربي لأقل من عشرين سنة بنظيره الأرجنتيني في نهائي مونديال تشيلي، وجّه المدرب الوطني محمد وهبي انتقادًا لاذعًا لشركة الخطوط الملكية المغربية، معبّرًا عن استغرابه من تخصيصها رحلتين فقط لنقل الجماهير المغربية إلى الأراضي التشيلية لمساندة الأشبال في هذا الموعد الكروي الكبير.
وهبي، الذي بدا متأثرًا بالحماس الشعبي الجارف حول الفريق، قال خلال الندوة الصحفية التي تسبق المباراة النهائية إنّ تخصيص طائرتين بطاقة استيعابية لا تتجاوز 600 راكب لا يعكس حجم الشغف الذي يعيشه المغاربة تجاه منتخبهم الشاب، مشيرًا إلى أنّ الطلب الشعبي كان يستدعي تعبئة أكبر بكثير من هذا الرقم. وأضاف أنّه كان من المنطقي أن تُخصّص “لارام” ما لا يقل عن خمس عشرة طائرة، لأنّ الجماهير المغربية، داخل الوطن وخارجه، كانت مستعدة للتضحية بكل شيء من أجل الحضور في المدرجات ورفع العلم المغربي في سماء سانتياغو.
تصريحات وهبي أعادت إلى الواجهة الجدل القديم حول مدى قدرة المؤسسات الوطنية على مواكبة الزخم الرياضي الذي بات يحققه المغرب على الساحة العالمية، خصوصًا في ظل توالي النجاحات التي تعكس الصورة الجديدة للرياضة المغربية. فبينما انتظرت جماهير غفيرة فتح مزيد من الرحلات أو تخفيض الأسعار، اكتفت الشركة الوطنية ببرنامج محدود لا يلبّي الطموحات، ما أثار موجة استياء على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الآلاف من المغاربة عن رغبتهم في مرافقة “أشبال الأطلس” في لحظتهم التاريخية.
المنتخب المغربي الشاب، الذي كتب صفحة جديدة في تاريخ الكرة الوطنية ببلوغه النهائي العالمي لأول مرة، يلقى اليوم دعمًا واسعًا من مختلف فئات المجتمع، فيما يأمل اللاعبون والجهاز التقني أن يصل صدى هذا الدعم إلى تشيلي رغم المسافات الطويلة. وبغضّ النظر عن عدد الطائرات أو المقاعد، يبقى الإحساس الوطني هو الوقود الحقيقي الذي يحرّك الجماهير المغربية، التي أثبتت في كل مناسبة أنها اللاعب رقم 12 في كل انتصار مغربي.