أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

المغاربة يوجّهون رسالة شكر ووفاء لكل الدول التي ساندت المغرب في القرار التاريخي لمجلس الأمن بشأن الصحراء المغربية

المغاربة يوجّهون رسالة شكر ووفاء لكل الدول التي ساندت المغرب في القرار التاريخي لمجلس الأمن بشأن الصحراء المغربية

الدار/ إيمان العلوي

في لحظةٍ وُصفت بالتاريخية والمفصلية في مسار قضية الصحراء المغربية، عبّر المغاربة، ملكاً وشعباً، عن بالغ الامتنان والتقدير لكل الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت إلى جانب المغرب ودعمت القرار الأممي الأخير الصادر عن مجلس الأمن، والذي أكد مجدداً على أولوية مبادرة الحكم الذاتي كحلٍّ جديّ وواقعي، في إطار احترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة المغربية.

هذا القرار، الذي يُعتبر انتصاراً دبلوماسياً غير مسبوق، لم يكن ليتحقق لولا الدعم الواسع الذي حظيت به المملكة من شركائها الإقليميين والدوليين، وفي مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، مملكة البحرين، دولة قطر، جمهورية مصر العربية، المملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الكويت…، إضافة إلى عددٍ من الدول الإفريقية والأوروبية والأمريكية التي أكدت موقفها الثابت من مغربية الصحراء.

وقد أعربت أصوات مغربية عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي عن فخرها بهذا الزخم الدولي، معتبرةً أن “الصحراء المغربية لم تعد موضوع نزاع، بل حقيقة سياسية وقانونية تعززت بشرعية دولية متجددة”، مؤكدين أن “الأصدقاء الحقيقيين يُعرفون في المواقف التاريخية، والمغرب لن ينسى من وقف معه بإخلاص وشجاعة”.

كما ثمّن مراقبون سياسيون الدور المحوري للدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس، التي نجحت في بناء شبكة من التحالفات الاستراتيجية على أساس الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ما جعل قضية الصحراء المغربية تحظى اليوم بإجماعٍ غير مسبوق داخل المجتمع الدولي.

وفي الوقت الذي واصلت فيه بعض الأطراف تمسكها بمواقف متجاوزة ومعزولة، برزت مواقف الدول الصديقة كرسالة قوية بأن العالم بات يدرك أن الاستقرار الإقليمي يبدأ من الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وبأن مبادرة الحكم الذاتي ليست فقط الحل الواقعي، بل الحل العادل والنهائي.

واختُتمت العديد من البيانات الرسمية والشعبية بعبارةٍ موحدة تلخّص روح الامتنان الوطني:

“شكرًا لكل من آمن بعدالة قضيتنا، وساند المغرب في الدفاع عن وحدته الترابية… الصحراء مغربية وستظل كذلك إلى الأبد”.

لم يقتصر الدعم للمغرب على العالم العربي فحسب، بل امتد ليشمل عدداً من الدول الإفريقية، الأوروبية، والأمريكية اللاتينية، التي أكدت في مداخلاتها أمام مجلس الأمن أو في بياناتها الرسمية دعمها الكامل لمغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي كإطار وحيد للحل.

ففي القارة الإفريقية، عبّرت كل من السنغال، السيراليون، الكوت ديفوار، الغابون، الكاميرون، الغينيتان (غينيا كوناكري وغينيا بيساو)، وجمهورية الكونغو الديمقراطية….. عن دعمها الثابت للمغرب، مؤكدة أن مبادرة الحكم الذاتي تشكل نموذجاً واقعياً يضمن الاستقرار والتنمية في المنطقة.

أما على الصعيد الأوروبي، فقد جددت فرنسا موقفها الداعم لخطة الحكم الذاتي باعتبارها “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية” لحل النزاع، فيما أعربت إسبانيا عن تمسكها بموقفها التاريخي الداعم لمبادرة الرباط، التي تراها حلاً ناضجاً ومتقدماً. كما ثمّنت المجر ورومانيا وقبرص وصربيا الدور الإيجابي للمغرب في حفظ الأمن الإقليمي.

وفي الأمريكتين، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية تمسكها بقرارها التاريخي الذي يعترف بسيادة المغرب الكاملة على الصحراء المغربية، وهو الموقف الذي عبّر عنه بوضوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سنة 2020، واستمر دعمُه عبر الإدارات اللاحقة. كما أعلنت كل من البرازيل والباراغواي وتشيلي والباربادوس والدومينيكان والسورينام عن دعمها المتواصل للمغرب، وافتتحت العديد منها قنصليات عامة في مدينتي العيون والداخلة، في تعبير ملموس عن اعترافها بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية.

وبهذا الزخم الدولي الواسع، يجد القرار الأخير لمجلس الأمن أرضيةً صلبة تؤكد أن المغرب اليوم ليس وحده في الدفاع عن صحرائه، بل معه أغلبية المجتمع الدولي، الذي بات مقتنعاً بعدالة قضيته ومصداقية نهجه السلمي القائم على التنمية والواقعية السياسية.

في هذا الفصل التاريخي من مسار الدبلوماسية المغربية، يتّحد صوت المغاربة من طنجة إلى الكويرة في رسالة شكر ووفاء لكل من اختار الوقوف إلى جانب الحق، ودعم المملكة في دفاعها المشروع عن وحدتها الترابية.
لقد أثبتت هذه المواقف الصادقة أن الصحراء المغربية ليست فقط قضية وطنية للمغاربة، بل قضية عدالة وشرعية تحظى بإجماع الأحرار عبر العالم.

اليوم، يشعر كل مغربي بالفخر وهو يرى علم بلاده مرفوعاً في الأمم المتحدة، مؤيداً بقرارات دولية وإنجازات ميدانية تؤكد أن منطق التنمية والسلام انتصر على منطق الانفصال والوهم.
هي لحظة تجديد للعهد مع الوطن، ومع جلالة الملك محمد السادس، مهندس هذا المسار الدبلوماسي الحكيم الذي جمع بين الصبر والرؤية والاستباق.

فشكرًا لكل دولةٍ وقفت مع المغرب،
شكرًا لكل من آمن بعدالة قضيته،
وشكرًا لكل من كتب بصدقٍ في سجل التاريخ: الصحراء مغربية… وستبقى مغربية إلى الأبد.

زر الذهاب إلى الأعلى