غير مصنف

قرية بولندية لم تلد ذكرا خلال عقد كامل من الزمان

لم يلاحظ أحد أن قرية مييسكا أودزانسكيا الصغيرة بجنوب غرب بولندا لم يولد بها طفل ذكر خلال تسعة أعوام ماضية إلا أثناء منافسة للفتيان في إطفاء الحرائق، فقد كان كل المتنافسين بنات.

والسبب في ذلك، تقول صحيفة صنداي تلغراف البريطانية، التي نشرت الخبر، بسيط مثلما هو مثير للدهشة، إذ لم يولد بهذه القرية التي تقطنها ثلاثمئة نسمة، خلال قرابة عقد من الزمان، ولد ذكر، بينما شهدت خلال هذه الفترة ولادة 12 بنتا.

وبسبب الشح في الذكور الذي تعاني منه القرية، عرض عمدتها جائزة مالية لأول أسرة تنجب ذكرا، كما أن وسائل الإعلام العالمية تقاطرت عليها للوقوف على هذه الظاهرة النادرة.

جوائز وهدايا للذكر المنتظر
وقال العمدة ريموند فريشكو -الأب لبنتين- لصنداي تلغراف، إن اهتمام وسائل الإعلام بقريتهم أثار استغرابهم، مضيفا أن هناك كثيرا من الكلام حولهم في هذه الوسائل إلى حد أنه فكر في إطلاق اسم أحد الشوارع بالقرية على أول مولود ذكر يطل عليهم، مؤكدا أن هذا المولود الذي تتمناه القرية سيحصل على هدايا رائعة وستزرع القرية شجرة بلوط وتطلق عليها اسمه.

وأضاف فريشكو أن الأطباء من بولندا كلها ظلوا يتصلون به ويزودونه بالنصائح حول كيفية تشجيع إنجاب الذكور، قائلا إن أحد الأطباء المتقاعدين أبلغه بأن جنس الطفل يعتمد على ما تتناوله الأم من طعام، والطعام الغني بالكالسيوم يضمن إنجاب الذكور.

وأطلق العمدة طرفة تقول إن للفلاحين البولنديين طريقة مجربة ومضمونة لإنجاب الذكور، وهي أن يضعوا فأسا تحت سرير الزوجية.

حب استطلاع
وقالت رئيسة القرية كريستينا زدزياك -الأم لبنتين- إنهم بدؤوا يعاملون هذه الظاهرة بحب استطلاع، مشيرة إلى أنها ظلت تقول دائما إن الطبيعة ستجد الطرق الكفيلة بموازنة الأمور، مثل أن توجد بهذه القرية وفرة في البنات، وتوجد وفرة في الذكور بقرية أخرى في العالم.

وأثار شح الذكور بالقرية قلقا لدى أهاليها في الوقت الذي تخوض فيه مييسكا أودزانسكيا، مثلها مثل العديد من القرى البولندية، معركة خاسرة للاحتفاظ بسكانها بينما يغادر الناس الحقول إلى مدن بولندا المزدهرة، إذ دون انخراط الرجال في الزراعة، يخشى الناس من أن يصبح الصراع أكثر صعوبة.

هجروا الزراعة
وقالت زدزياك إن كل شخص في القرية لديه عائلة تعيش وتعمل في أي مكان آخر في الاتحاد الأوروبي، وإن بعض القرويين قلقون من أن الزراعة لن تجد من يعمل بها في المستقبل.

أما العلماء فقد نصحوا الناس بألا يقفزوا إلى الاستنتاجات حول سبب ولادة كثير من الإناث بالقرية.

وقال رئيس قسم الوراثة في جامعة وارسو الطبية البروفيسور رافال بلوسكي، "يجب البحث في التاريخ ومراجعة إحصائيات المواليد، لمعرفة إن كان آباء البنات لا يمتون بصلة دم لبعضهم بعضا حتى إن كانت صلة بعيدة، بالإضافة إلى التعرف -بالتفصيل- على ظروف البيئة التي ترعرع فيها الآباء والأولاد، وبهذه الطريقة فقط يمكن الحصول على خيوط تساعد في التفسير".      

المصدر / ديلي تلغراف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى