تفاصيل استعداد اسبانيا لطرد الأئمة المغاربة من مليلية لتعويضهم بالجزائريين
الدار/ المحجوب داسع
أصبح عدد من الأئمة المغاربة، الذين يؤمون الناس في المساجد الأربعة عشر في مليلة المحتلة، في مرمى السلطات الإسبانية، التي تضع عقبات أمام ممارسة الشعائر الدينية في المدينة.
وضعية دفعت "لجنة مليلية الإسلامية"، وهي اتحاد يضم أربع جمعيات إسلامية، الى ادانة ما تصفه بـ "الوضع غير المستدام الذي يوجد فيه العديد من الأئمة المزدادين في الناظور، والذين يدخلون المدينة لامامة الناس في الصلوات الخمس، وخطبة يوم الدمعة.
وقالت اللجنة "إن هذا الوضع غير المحترم تجاه ممارسة شعيرتنا الدينية، هو نتيجة لرفض مندوبية الحكومة الاسبانية، تنظيم دخول الأئمة، وهو ما طلبناه مرارًا وتكرارًا من المندوبية الحكومية لكن دون جدوى"، مشيرة في بيان للنسخة الفرنسية لموقع "يابلادي" الى أنه"لا يمكنها القبول بعدم احترام الأئمة على الحدود".
وأكد مصدر لذات الموقع أن وصول الأئمة المغاربة إلى مليلية، يتم فقط بجوازات سفرهم وبطاقات الهوية الوطنية، دون الحاجة إلى استصدار تأشيرات، مبرزا أنه "قبل ثلاث سنوات سمحت وزارة العدل الاسبانية، للأئمة بدخول المدينة دون تأشيرة حتى تقوم الدولة الإسبانية بتدريب أئمتها".
توقيت "الضغط" على الأئمة المغاربة، ليس من قبيل الصدفة، بل يأتي في خضم تحركات اللجنة الاسلامية "أنور"، برئاسة يوسف قدور، التي تهدف الى استبدال الأئمة المغاربة بالجزائريين أو الجنسيات الأخرى بحجة كونهم يتحدثون لغة عربية فصحى لايفهمها أغلبية المواطنين، وهي الخطة التي بدأت اللجنة في تنزيلها بمشاركة فعالة من السلطات الإسبانية" والجزائر.
ويبدو أن بيان "لجنة مليلية الاسلامية"، التي تعتبر الذراع الديني لحزب مصطفى أبيرشان من أجل مليلية، يدل على وجود معارضة معينة تتجلى في صفوف الجالية المسلمة من أصل مغربي ضد خطة يوسف قدور"، رغم ان تأثير هذه "المعارضة" لا يزال محدودا في الوقت الراهن، بالنظر الى أن اللجنة ليست في وضع يمكنها من إجبار الدولة الإسبانية على قبول وجود الأئمة المغاربة إلى أجل غير مسمى، كما أن يوسف قدور، أكد للصحفيين الاسبوع الماضي أن "مساجد مليلية لا تخص أحدا ولكنها مملوكة للحكومة الاسبانية".
هذا، ويتواصل التقارب بين اللجنة الإسلامية "أنور" بمدينة مليلية المحتلة، والجزائر، دون توقف، حيث يقترب فتح صفحة جديدة بين الطرفين قريبا، بعد الاتصالات الأولى، التي تمت في منتصف شهر أكتوبر الجاري، في فالنسيا بين رئيس اللجنة، يوسف قدور، ورئيسة " Maison de l’Algérie"، حوريه سهلي، بهدف استقدام أئمة جزائريين الى الثغر المحتل، لإمامة الناس، عوضا عن الأئمة المغاربة.
وتجري الاتصالات في الوقت الراهن، بين الفاعلين الجمعويين، لتهيئ الأرضية المناسبة لدخول المسؤولين على الخط بغية تنفيد المشروع.
والتقى يوسف قدور، بمالقة بممثل جديد للجسم الجمعوي بالجزائر، كما بعثت سفارة الجزائر في اسبانيا، عشية هذا الاجتماع الهام، دبلوماسيين إلى مليلية، في مهمة تهدف إلى تكثيف الاتصالات مع الشخصيات السياسية والاقتصادية، والدينية بمليلية، تهيئا لزيارة محتملة للسفير الجزائري في اسبانيا.
ويتمتع التقارب بين الجزائر، ومسؤولي مدينة مليلية، بدعم من السكان المحليين، اذ يجري تقديم هذا التقارب، كـ"وصفة سحرية" للسماح للاقتصاد المحلي باستعادة انتعاشه، بعد أن قرر المغرب، قبل أزيد من عام، اغلاق حدوده التجارية مع مليلية.
رد المغرب على هذه التحركات الجزائرية بمليلية لم يتأخر كثيرا، اذ بعد عشرة أيام من الاجتماع الأول بفالنسيا بين يوسف قدور، ورئيسة "بيت الجزائر"، بعث المغرب، نهاية الأسبوع الماضي، مسؤول ضليع في الحركات الدينية النشيطة في مليلية للتحدث مع يوسف قدور، الذي يشغل منصب رئيس لجنة أنور الإسلامية، رغم أنه من السابق لأوانه، الجزم بنجاح هذا المبعوث في مهمته من عدمه