أخبار دولية

ماذا يعني فوز الديمقراطيين بأغلبية مجلس النواب الأمريكي؟

الدار/ فاطمة الزهراء أوعزوز

أظهرت متابعات الشأن الأمريكي، فوز الحزب الديمقراطي بأغلبية مقاعد مجلس النواب الأمريكي بالانتخابات النصفية 2018، وفي السياق ذاته فقد تمكن الجمهوريون من السيطرة على الكونكريس الأمركي ، الأمر الذي سيمكن من الانفتاح على العديد من الانقسامات الجديدة في الحياة السياسية مستقبلا. موقع "الدار" يتابع الموضوع.

 

إن السؤال الذي أثير في هذا السياق، والذي اعتبره المتابعون للشأن الأمريكي بمثابة المدعاة الأساسية لفتح النقاش، هو "ماذا يعني فوز الديمقراطيين بأغلبية مجلس النواب الأمريكي؟ يفيد خالد إيماسي صحفي وكاتب متابع للشأن الأمريكي أنه وبعد  صراع عنيف ومكلف دام لمدة زمنية  طويلة، كشفت الولايات المتحدة الأمريكية  يوم أمس الثلاثاء عن نتائج الانتخابات التي تخص نصف الولاية، والتي شملت عددا كبيرا من مقاعد مجلس النواب ومجلس الشيوخ ومقاعد المحافظين.

وأشار أنه من مفاجئات الانتخابات الأمريكية، فوز أصغر مرشحة والتي تؤمن بالنظام الاشتراكي من ولاية نيويورك، الكزاندريا كورتز، عمرها 29 عاماً، بالإضافة إلى فوز أول نائبة فلسطينية الوالدين، رشيدة طليب، 42 سنة من ولاية ميشيكن وفوز أول نائبة صومالية الولادة، إلهان عمر، 36 سنة، من ولاية مينيسوتا.

ويشار إلى أن و وسائل إعلام أمريكية ذكرت، أن نجمة موسيقى الروك اليسارية ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز دخلت التاريخ بكونها أصغر امرأة تنتخب فى الكونجرس لتمثل أحد معاقل الحزب الديمقراطي فى نيويورك.

والشابة البالغة 29 عاما التى تعود أصولها إلى بورتو ريكو انتصرت لطبقتها العاملة وشقت طريقها من العمل كنادلة حتى انتزاعها ترشيح الحزب الديمقراطي فى انتخابات تمهيدية حزبية فى وقت سابق هذا العام.

وبناء على ما سبق خرجنا بخلاصة مفادها أن هذه الانتخابات أفرزت العديد من النتائج وهي التي يمكن إجمالها فيما يلي:

1: خسارة الجمهوريين لأغلبيتهم السابقة في مجلس النواب، مما يعني إعادة ترؤس الديمقراطيين لجميع اللجان الفاعلة في المجلس وعلى رأسها لجنة الميزانية الأمريكية التي تتحكم في توزيع الموارد وتحديد المصادر ومنها الضرائب المفروضة. وسيتمكنون من وقف بعض مشاريعه وسيحاولون خلق المتاعب للرئيس ولكنهم لن يستطيعوا تهديد وجوده.

2: احتفاظ الديمقراطيين بالأغلبية في مجلس الشيوخ، وهنا لابد من توجيه النظر الى ملاحظة هامة
وهي أن بعض الشيوخ الديمقراطيين الممثلين للولايات التي صوتت لصالح الرئيس ترامب في سابقا خسروا مقاعدهم لصالح شيوخ ديمقراطيين جدد، وهذه إشارة واضحة إلى أن القاعدة المؤيدة للرئيس ترامب والتي أدت الى نجاحه  لا تزال تؤيده.

3: كان الديمقراطيون يطمعون في فوز مرشحيهم لحكومة الولايات الهامة في الانتخابات الرئيسة القادمة، مثل حاكم ولاية فلوريدا وحاكم ولاية اريزونا وذلك لمنع أي إعادة رسم وتخطيط الدوائر الانتخابية فيها بشكل يفتت لأصوات الفئات ذات الميول الديمقراطي مثل السود واللاتينيين، والمهاجرين حديثوا الهجرة إلى أمريكا. إلا أنهم فشلوا في مسعاهم وفاز فيها الجمهوريين.

وبذلك فإن المحصلة النهائية هي أن الموجة الجمهورية اليمينية المحافظة الآتي جاء بها ترامب لا تزال متماسكة ومن المتوقع زيادتها زيادة عكسية كلما خفت نفوذ أمريكا وارتبك وجودها على الساحة العالمية، زادت حدة الشوفينية الوطنية والعنصرية وتضخم الأنا الأمريكية والابتعاد عن التفاعل العالمي والتركيز على المحافظة على الموقع الاقتصادي "ليس من خلال التنافس ولكن من خلال عرقلة نجاحات الآخرين".

أما فوز الديمقراطيين بمجلس النواب، فهو المتوقع لأن تقسيم الدوائر الانتخابية المصغرة بحسب التكتلات السكنية تجعل ديناميكية التذبذب بين حزب وآخر أسرع وتيرة من الانتخابات على أساس للولاية كاملة.
 

 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إحدى عشر − اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى