كشف لغز تطور التليف الرئوي
عززت دراسة حديثة قادتها جامعة ييل الأمريكية الفهم العلمي لكيفية تقدم التليف الرئوي مجهول السبب (IPF)، ما يوفر خريطة طريق للباحثين لاكتشاف أهداف علاجية جديدة لهذا المرض.
وخلال الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية "JCI Insight"، فحص الباحثون المناطق المتأثرة في الرئتين، التي تم الحصول عليها من الأفراد المصابين، ووجدوا أن أنسجة تشبه الرئة الطبيعية تخضع بالفعل لتغيرات في جينات معينة، ثم تتبعوا كيفية استمرار هذه الجينات في التغيير أو الزيادة أو التناقص مع تقدم المرض.
وتقول نفتالي كامينسكي، قائدة الفريق البحثي، في تقرير نشره، الجمعة الموقع الإلكتروني لجامعة ييل، إن الميزة الفريدة لهذه الورقة هي أنها توفر النموذج الحسابي الأول لتطور المرض في رئة المصابين بالتليف الرئوي مجهول السبب، وتعتقد أن ذلك سوف يسرع من البحث عن علاجات جديدة لهذا المرض.
وعلى الرغم من أن العلماء في جامعة ييل وفي أماكن أخرى قد حققوا "تقدما علميا كبيرا" في فهم التليف الرئوي بالسنوات الأخيرة، فإن هناك قليلا من خيارات العلاج.
ويعد التليف الرئوي مرضا مزمنا وتصاب فيه الرئة بالندبات بشكل متزايد، ويؤثر في نحو 200 ألف شخص في الولايات المتحدة، وتظهر نحو 30 ألف حالة جديدة كل عام، ويموت 50% من المرضى في غضون من 3 إلى 5 سنوات بعد التشخيص، وسببه غير معروف، ويعمل الدواءان المعتمدان من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاجه على إبطاء تقدمه، لكنهما لا يشفيان منه.
وتقول نفتالي: "هذا البحث يوفر فرصا للباحثين لتحديد أهداف دوائية محتملة جديدة، فقد شعرت مجموعتي البحثية لسنوات بأن تطوير تدخلات علاجية أكثر فاعلية، يحتاج أن نفهم كيف يتطور المرض في الرئة البشرية".
وتعمل النماذج الحيوانية التي تستخدم لدراسة المرض على إظهار تأثير التليف الرئوي على الرئتين، ولكنها لا ترصد التغيرات على المستوى الجيني لدفع تطور المرض في البشر.
واستخدم الباحثون في البحث الجديد نظاما فريدا سمح لهم بتحديد كمية التليف في المناطق المصابة في الرئة ثم قياس تعبير جميع الجينات في الجينوم البشري في هذه المناطق بواسطة تسلسل الحمض النووي الريبي، ثم طبقوا طرق بيولوجيا الأنظمة المتقدمة لتحديد مسارات التعبير الجيني المرتبط بتطور المرض في الرئة والجزيئات التي تنظمها.
وتوصلوا إلى 3 نتائج رئيسية هي اكتشاف أن ما يشبه الأنسجة الطبيعية في الرئة المريضة كان في الواقع غير طبيعي، وقاموا بتحديد تغييرات التعبير الجيني التي كانت خاصة بالأنسجة المرتبطة بالتليف المبكر والتقدمي ونهاية المرحلة، وحددوا علامات جزيئية متميزة لكل مرحلة من هذه المراحل.
وتقول نفتالي: "هذا هو أول دليل على أن المراحل المختلفة للمرض قد تتطلب تدخلات مختلفة".