طلحة جبريل يكتب عن تشغيل الأطفال

طلحة جبريل

تعتزم الحكومة على حد قول رئيس الحكومة سعد الدين العثماني محاربة جميع أشكال تشغيل الاطفال. لاشك أن هذا القرار فيه الكثير من الجوانب الإيجابية ولكن هناك معضلة سأعود اليها شرحاً وتوضيحاً قبل ذلك أتوقف عندما قاله رئيس الحكومة عقب توقيع اتفاقية مع جمعيات تدعو الى محاربة تشغيل الاطفال.

يقول العثماني انه منزعج من الظاهرة ويدعو الى حماية الاطفال من التشغيل في الاعمال الخطرة وكذلك العمل في البيوت، ويعتقد أن قانون العمال المنزليين يحد من ظاهرة تشغيل الاطفال.
الآن أعود إلى المعضلة التي أشرت إليها إذ أن هناك قطاعات يصعب بل الأكثر من ذلك يستحيل فيها منع تشغيل الاطفال او القاصرين وهي على وجه التحديد الصناعات التقليدية في مدنتي فاس على سبيل المثال ومراكش يذهب كثيرون من القاصرين الى "معلمين" الصناعات التقليدية ليتعلموا بعض المهن والحرف وهو ما يمكن ان نطلق عليه التعليم عن طريق الممارسة والاحتكاك. معظم هؤلاء الاطفال يختارون هذا الطريق بسبب الهدر المدرسي وبالتالي يدخلون سوق الشغل من هذا الباب ،وسبق أن جرت عدة محاولات على سبيل المثال للحد من ظاهرة تشغيل الاطفال في المدينتين لكنها جميعا باءت بالفشل خاصة عندما يكون اباء هؤلاء الاطفال هم انفسهم يحترفون العمل في الصناعات التقليدية.
حتى لا نطرح معضلة ونتركها معلقة اظن الحل الأمثل يكون في اتجاهين إما إدخال هؤلاء الأطفال في مدارس مسائية أو تقديم دعم مادي يجعلهم يواصلون دراستهم.