الرأيالرياضة

‘‘الليغا’’ و‘‘الشامبينز’’.. وجها ‘‘البارصا’’ المتناقضين

الدار/ بيريث دي روثاس (ترجمة حديفة الحجام)

ترك التوقف الجديد للمنتخبات، تلك المزحة التي علينا تحملها بكل رزانة نحن عشاق كرة القدم، صورة ثابتة لفريق برشلونة ذي الوجهين المختلفين في "الليغا" والشامبينز" –من الغريب أن يلعب في كليهما كأبطال–، لأن موعدي المنافستين المهمتين متعارضين بصورة واضحة. ففيما يتعلق بالبطولة المحلية، خسر "البلوغرانا" في مباراتين وتعادل في ثلاث. وهذا هراء لا يستوعبه أحد لأن الخسارة في ملعب "ليغانيس" و"الكامب نو" أمام "بيتيس"، والحمام الذي خصصه له لاعبو إقليم أندلسية، كل ذلك مؤلم ومؤلم جدا. أما بالنسبة لـ "الليغا"، فالنتائج كانت كبيرة في مباراتين رائعتين جرت أطوارهما على أرضية ملعب "ويمبلي" أمام "توتنهام" (2-4) أو ملعب "جيوسيبي مياتزا" أمام "الإنتر" (1-1). حاليا برشلونة هو النادي الأوربي الوحيد المتأهل إلى الدور الثمن النهائي، من بين الفرق الـ 32 المشاركة.

ولفهم هذين الوجهين الثنائيين، الوجه الجيد والآخر السيء، ليست هناك سبيل أفضل من رؤية عدد الأهداف المسجلة في كلتا المنافستين. ففي "الليغا"، نجد كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، حيث استقبل النادي 18 هدفا في 12 مباراة فقط. هذا مثير للسخرية أليس كذلك؟! مع هذه النتائج سيكون من المستحيل المحافظة على اللقب، حتى ولو كان اليوم في المقدمة بنقطة إيجابية على حساب "إشبيلية" و"أتلانتيكو دي مدريد" و"ألفيس". في المقابل من ذلك، تبقى النتائج المحققة في "الشامبينز" مبهرة، حيث سُجّل في مرماها ثلاثة أهداف في أربع مباريات. إنه شيء جيد! أقل من هدف واحد في كل مباراة (0.75)، بينما يصل متوسط الأهداف في "الليغا" إلى أكثر من هدف واحد في كل تسعين دقيقة. وبالضبط 1.50. كم هو سيء!

وسيكون من المخاطرة إعطاء تبرير بسيط مؤداه أن اللاعبين قرروا التركيز أكثر على جعل "تلك الكأس الرائعة والمرغوبة من الجميع تعود مرة أخرى إلى هنا، إلى الكامب نو". هي كلمات العميد ميسي. ربما كان الوضع حرجا، فقد تبقى في النهاية من دون كؤوس. وربما كان من السخيف الاعتقاد أنه بعودة ليونيل ميسي سيكون المجهود المبذول فيما تبقى من الوقت أقل بحكم أن العبقري اعتاد لوحده قول كلمته الأخيرة في كثير من المباريات. هناك من أنصار "البارصا" من يتبنون هذه النظرية.

وفي المقابل من ذلك، هناك من يرون أن برشلونة دفع ثمن مجهوده أمام "إنتر ميلانو". صحيح أن النادي ضغط يومها بصورة كبيرة وجيدة مع غياب ميسي، لكنني أود التذكير أن "بيتيس" لعب بعدها بيومين أمام "الميلان" في الدوري الأوروبي. وحتى فريق فالفيردي غيّر لاعبين اثنين، حيث عوّض عثمان ديمبيلي ميسي ومالكوم كوتينهو المصاب. أما فريق ريال بيتيس فغير ثلاثة لاعبين، سيدني بفيدال وغواردادو بكاناليس ولورين بسانابريا. ومع ذلك هناك إحساس بأن الفريق ما زال متحمسا وأدى مباراة كبيرة، في حين أن حماس "البارصا" قد خفت.

فسواء حضر ميسي أو غاب ميسي، ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه حين يلعب اللاعبون بصورة جيدا بكل حماس الدنيا وباستحضار كل الحواس الخمس تكون النتيجة أداء رائعا على غرار ما حصل أمام فريق "توتنهام" أو "الإنتر".

إن الاستمرار في التربع على لائحة ترتيب "الليغا" يحتم على المتصدر أن يدافع باستماتة. وكل الفريق مطالب بذلك، وليس الدفاع فحسب. ولكم أن تدققوا في الأرقام التالية: تلقت شباك "مانشستر سيتي" و"آيندهوفن" 5 أهداف، و"بورتو" 6، و"باريس سان جيرمان" 7، و"يوفنتوس" 8، و"بوروسيا دورتموند" 12. إنهم المتصدرون الآخرون. أما "البارصا"، 18. لا شيء آخر لإضافته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى