تعد معاناة النساء من التوتر والقلق وعدم الشعور بالأمان دون تفسیر واضح أمرا محیرا، ربما النساء أنفسهن لا یملكن إجابة عن سر التقلب المزاجي الذي یعانین منه على فترات، وهناك نساء مقتنعات بوجود تقلب مزاجي ويسلمن بأنه جزء أصیل من الشخصیة ويتوقفن عن البحث عن السبب.
كشفت الدراسات الطبیة في العقد المنصرم عن مشاكل حیویة تصیب النساء بتقلب المزاج، ومعظمها لیس نفسیا، وعزت تلك الدراسات التقلبات المزاجیة لأسباب مرضية، منها اضطراب الغدة الدرقیة ونقص فیتامین “د” واضطراب الهرمونات، بل إن بعضها أحیانا یدفع إلى الشعور بعدم الأمان الذي یصل إلى الشك في خیانة الشریك وعدم الثقة به، في هذا التقریر نتعرف على أهم النصائح للتعامل مع هذا الأمر بالإضافة لتفسیر سبب تلك المشاعر.
الشعور بعدم الأمان
یشعر الإنسان بألم شدید إذا فقد ثقته بمن حوله، ویغضب الشریك بسبب الإحساس بالظلم فهو لم یقدم أي شيء سلبي یستحق سحب الثقة منه ویرى أنه لا یستحق الاتهام بالخیانة، يمكن تبسيط الأمر وربطه باضطراب الهرمونات، إذ تتسبب بعض الإضطرابات الهرمونیة والنفسیة في هذا الشعور دون مبرر، حيث یعتبر اضطراب هرمون الإستروجین سببا رئیسا في عدم الاستقرار النفسي الذى قد يصل لحد الاكتئاب.
وفي تلك اللحظات تصدر اتهامات من المرأة تجاه شریكها بعدم التفهم والقدرة على الاحتواء أو تشعر -دون قصد- بتغیر سلوك ومشاعر شریكها بشكل غیر معتاد تجاهها، وتنضم لتلك المؤثرات الغدة الدرقیة التى تلعب دورا مهما في مد الخلایا بالطاقة.
يتحكم اضطراب الغدة الدرقیة سواء بالخمول أو النشاط بشكل كبير في المشاعر
عند اضطراب الغدة الدرقیة سواء بالخمول أو النشاط، فإنها تتحكم بشكل كبير في المشاعر وتؤثر على العلاقات الزوجیة بالتبعیة، إذ ربطت العدید من الدراسات بین نقص فیتامین د والاكتئاب أو حتى الصحة العقلیة والنفسیة.
وكشفت دراسة أجریت في هولندا أن غالبیة المصابات بنقص فیتامین د یعانین من أعراض حادة إلى متوسطة من الاكتئاب، الدراسة الهولندیة استنتجت ربط أعراض الاكتئاب باضطرابات الغدة الدرقیة وفتیامین “د”، كما كشفت عن تحسن الحالة المزاجیة فور تحسن وظائف الغدة الدرقیة وفیتامین “د”، بجانب زیارة الطبیب ومتابعة الفحوصات، مع تعدیل نمط الحیاة للحفاظ على مزاج جید، من أهمها الحمیة والریاضة، بحسب شبكة جامان المهتمة بقضايا الطب النفسي.
التدریبات الریاضیة
لا تخلو نصیحة في جودة الحیاة إلا وكانت الریاضة تتصدرها، وهنا الریاضة والمزاج تشمل زوایا عدة، تمد الریاضة الجسم بهرمونات الإندورفین والأكسوتوسین المسؤولة عن السعادة، ویمكن مضاعفة هذا التأثیر بأداء التمرينات الریاضية في الهواء وتحت أشعة الشمس، التي تسمح للجسم بامتصاص احتیاجه الیومي من فیتامین “د”.
یفسر ذلك أیضا سبب التقلبات المزاجیة الموسمیة في بعض الأحیان حیث یصاب العدید من البشر باكتئاب في فصل الشتاء، حیث یعد انزواء الشمس وقلة فرص الحصول على حصص طبیعیة من فیتامین “د” أحد أسباب الشعور بالتقلبات المزاجیة الموسمیة، وتضمن ممارسة الریاضة 5 مرات بالأسبوع لمدة 30 دقیقة فقط الحصول على احتیاج الجسم من فیتامین “د” وهرمونات السعادة.
الكافیین والسكر
یقلل الكافیین الشعور بالإرهاق والتعب، لكنه قد یرفع أیضا معدل ضربات القلب ویساعد في زیادة التوتر والعصبیة بعد فترة وجیزة، لذلك عند تقلب المزاج ینصح بتجنبه تماما، وكذلك السكر الذي یعطي شعورا بالطاقة إلا أنه یزید من القلق والتوتر والعصبیة والنشاط، تتسبب المأكولات السكریة في الارتفاع والهبوط المفاجيء لمستویات الإنسولین في الدم والتي تسبب تقلب المزاج بجانب العدید من الأعراض الأخرى، فإذا كنت ترغب في الحصول على مزاج متزن وثابت من الأفضل الامتناع عنهما.
ویعد الحد المسموح من استهلاك الكافیین یومیا بین 50 و200 ملیغرام یومیا، إذ یسبب استهلاك كمیة أكثر من ذلك في تسارع ضربات القلب والشعور بالخوف والقلق في الأشخاص المستعدین للقلق، وصرح الدكتور ماثیو سلفیس نائب رئیس العملیات السریریة في قسم طب الأسرة بجامعة بنسلفانیا بالولایات المتحدة لموقع ویب ميد قائلا “نرید أن یضع الناس الرابط بین القلق واستهلاكهم للكافیین في عین الاعتبار”.
الكالسیوم
تنصح جامعة هارفرد النساء بتناول 1000 ملیغرام من الكالسیوم یومیا، فی حين تزید حصة النساء فوق الخمسين عاما لتصبح 1200 ملیغرام یومیا لتجنب هشاشة العظام.
ونشرت مكتبة المعهد القومي للطب بالولایات المتحدة دراسة عن أثر استخدام الكالسیوم في متلازمة ما بعد الحیض، وأوضحت الدراسة أن 500 ملیغرام یومیا من الكالسیوم كفیلة بالقضاء على التقلبات المزاجیة الهرمونیة المرتبطة بمتلازمة ما قبل الحیض.
وحسب تلك الدراسة فإن تناول تلك الحصة لمدة شهر قد یقي من التقلبات المزاجیة المتعلقة بالمتلازمة لمدة شهرین متتالیین، ویتوفر 300 ملیغرام من الكالسیوم في كوب واحد من الحلیب، ویحتوي كوب من السبانخ المطبوخة على 240 ملیغرام من الكالسیوم، وبذلك یمكن الحصول على الحصة المطلوبة لاعتدال المزاج فقط باتباع حمیة غذائیة تحتوي على الكالسیوم الذي یحتاجه الجسم.
التعایش مع تقلب المزاج أمر صعب، والتحكم في المشاعر دون معرفة الأسباب المنطقیة التي تدفع إلى هذا الشعور بها أمر معقد، ویكمن الحل لكل تلك المشاكل في الالتزام بنمط حیاة صحي خال من الكافیین والسكر ومليء بالنشاط والریاضة وحمیة صحیة یتوفر بها الكالسیوم، بعد تجربة ذلك لمدة شهر واحد یمكن أن تحل العدید من المشكلات المتعلقة بالمزاج، والتي بالتبعیة قادرة على الدفع نحو نمط حیاة أفضل وأكثر استقرارا.
المصدر : الجزيرة