الزاكي وصديقه عبد المجيد تبون

الرباط/ صلاح الكومري

أمام الزاكي بادو، المدرب المغربي، فرصة مواتية ليتّصل بعبد المجيد تبون، المنتخب، أخيرا، رئيسا للجزائر الشقيقة، ليُهنئه على التربع على كرسي الرئاسة ويطالبه بالإيفاء بوعده له بفتح الحدود بين البلدين وكسر أغلال قيود معبر "زوج بغال".

الزاكي بادو، أول مغربي يحادث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في إطار رسمي، ويفتح معه موضوع الحدود بين البلدين، عن سبق إصرار وترصد، كان ذلك في 5 يوليوز 2017، حين قاد الزاكي فريق شباب بلوزداد إلى الفوز بكأس الجزائر، فاستغل فرصة لقائه بعبد المجيد تبون، الوزير الأول وقتذاك، ويطالبه، بود واحترام وأدب، بفتح الحدود، وهو الطلب الذي لقي تجاوبا كبيرا من الرئيس الجزائري، ووعده بابتسامة عريضة بالنظر في الأمر بجدية.

لم يكن الزاكي بادو يهدي حين طلب من عبد المجيد تبون فتح الحدود، فقد اتضح أن الناخب الوطني السابق بقدر ما يجيد قراءة الخطط التكتيكية الرياضية وتحركات الخصوم، يجيد أيضا قراءة الخطط السياسية، وقرأ بحدسه أن الوزير الأول السابق يشغل مركز لاعب وسط معتدل في الهرم السلطوي لبلاده، وسيصير مهاجما رأس حربة يملك سلطة إحراز الأهداف.

لا غرابة في أن يتولى الزاكي بادو، يوما ما، تدريب المنتخب الجزائري بأمر من صديقه "السياسي" عبد المجيد تبون، فالأخير، والعهدة على بعض الرواة الجزائريين، أُعجب بخططه التكتيكية في نهائي كأس الجزائر في ملعب "5 جويلية"، وطريقة تدبيره للمباراة بذكاء، ولا غرابة في أن يستدعيه لقصر "المرادية" لينهل منه القليل من علمه الرياضي في إدارة ومجارة الخصوم.