أسباب الاكتئاب في السنة أولى زواج
غالباً ما تعتبر المرأة سهلة الوقوع في براثن الاكتئاب، نظراً إلى تكوينها الجسدي والنفسي فنجدها قد تصاب بالاكتئاب، ولاسيما بعد الزواج لأنها مرحلة حاسمة في حياتها.
يُعتبر حفل الزفاف لحظة من لحظات السعادة التي تحلم بها كل الفتيات، إلا أنّ العديد منهنّ سرعان ما يشعرن بالإحباط الشديد وبخيبة الأمل في الأيام أو الأسابيع الأولى من الزواج لاكتشافهنّ أن هذا الارتباط لا يمنحهنّ السعادة الأبدية.
حيث أنه قبل الزواج، تملك المرأة عادةً تصورات خيالية و أحلام وردية عن تلك اللحظة. لذلك، تصطدم بالواقع حين تكتشف أنّ الرجل الذي ارتبطت به عن حب وشوق خلال فترة الخطوبة سرعان ما أصبح عملياً أكثر مّما هو مطلوب.
و هذا يعتبر من غير المنطقي أن تتحول حياة العروس إلى كآبة ، لكنه يتم مواجهته في الواقع ، بحيث ما أن تنتهي ليلة العمر ، تجد العروس نفسها في دوامة حيرة و علامات استفهام و حزن و اضطرابات على مستوى الأكل و النوم .
وتشير الإحصائيات التقريبية إلى أن واحد من كل عشرة عرائس تصاب بما يسمى " إكتئاب ما بعد الزواج " .
فما هي الأعراض و الأسباب المؤشرة لهذه الحالة الغير مرغوب فيها في يوم مهم كالعرس لدى النساء ؟
يعتبر الزواج مرحلة انتقالية بالنسبة للمرأة لأنها تخرج من عالم أسرتها و إخوتها إلى عالم آخر صغير مكون فقط من (هي و هو) ، لتكتشف الشخصية الحقيقية لزوجها و التي تختلف عن تلك التي تعرفها في مرحلة الخطوبة .
لان الإنسان في العادة إذا صادف مرحلة انتقالية في حياته دون أن يهيئ لها مسبقا فانه يعاني بعد ذلك لحالة حزن و كآبة ، و هذا يعادل ما تصاب به العروس و الذي يأتي نتيجة هذا الانتقال .
و بالتالي عدم تأهيل البنت لهذه المرحلة يصعب معها التأقلم فيما بعد بالحياة الجديدة لتصاب بالصدمة و التساؤلات ، لأن الزواج بالنسبة لها فقط يوم الزفاف و الفستان الأبيض دون أن تفكر في اليوم الثاني بعد الزواج الذي يتخلله الجدية و تحمل المسؤولية .
كيف يتعامل الزوج مع هذا السلوك المفاجئ ؟
من المفترض أن يكون هناك تأهيلا ووعيا كاملا بالزواج لدى الفتاة قبل الخوض في مضمار عش الزوجية الذي يحتاج إلى الصبر و المسؤولية و تحمل المشاكل و الروتين اليومي المليء بالضغوطات النفسية الكونية التي خلقنا لمواجهتها و لا مفر منها .
لذلك كلما كان هناك توافق نفسي مع الذات ، و مواجهة هذه الفترات المختلفة ، و كانت النفسية عالية سيسهل عليها تقبل المرحلة الانتقالية التي ستقابلها .
الزوج أيضا أمر ضروري أن يكون مؤهلا في فهم الفترات التي تحدث لزوجته ، و كلما كان لديه وعي بالتغييرات التي تحدث معها كلما كانت المشاكل أقل .
كما أن الدعم النفسي من الأهل و من الزوج يساعدها في تخطي هذه المرحلة بدون قلق أو توتر، و الرجل أيضا بالنسبة له هذه المرحلة إنتقالية و بالتالي يلزم أن يكون هناك مساندة من الطرفين لتكون النتائج ايجابية .
و مرحلة الخطوبة فترة جد مهمة للنقاش و التعارف بينهم و التحدث في الأمور الجدية التي تخص الحياة الزوجية ، يؤهل كل من الزوجين الاستعداد للمرحلة الانتقالية و الانفصالية عن الأهل لتكوين أسرة نووية مستقلة تماما عن الأهل وفق قواعد هم من يضعونها مستقبلا .
كما أن هناك دورات تأهيلية للاستعداد لدخول القفص الذهبي بالمراكز النفسية مثلا، وعبر الانترنيت دورات لا تعد عبارة عن مقالات و فيديوهات إرشادية للعرسان الجدد تؤهلهم و توجههم بنصائح قبلية عن الزواج و المؤسسة الزوجية ، بحيث أنه كلما كانت التوعية ، سيصبح هناك تمكين في كل جوانب الحياة الزوجية و إدارتها بشكل صائب بعيدا عن المشاكل .
وعلى الزوجين بذل المجهود للتكيف مع الحياة الجديدة، وسنة أولى زواج هي البداية لتوطيد العلاقة و تبادل الأفكار و الاستعداد لقابليتها و تقبلها، والاشتغال بشكل ثنائي على بعضهم البعض ليسهل التوافق بينهم، و أن يكون الجهد متطابق، ليس أن يبذل طرف الجهد أكثر من الآخر.