الرأي

طلحة جبريل يكتب عن رباط أخرى

طلحة جبريل

كنت أعتزم زيارة صديق دخل المستشفى لإجراء عملية جراحية. تذكرت أن الأعراف تقتضي أن أحمل معي باقة ورود، والأكثر دقة باقة زهور.
دلفت إلى “ساحة بتري” حيث أقدم سوق للزهور والورود في الرباط .عندما كنت هناك تذكرت “زنقة آسفي”فأنتقلت إلى زيارتها لا تذكر بعض أيامي هناك ، وجدت أنها تغيرت كلية حتى إسمها تبدل لتصبح” زنقة مولاي أحمد لوكيلي”.
في هذه الزنقة وهذا الحي ترعرع ابنائي، الى ان طوحت بهم الأيام في أصقاع بعيدة. انتقلت الى نلك الزنقة عام 1984، وحتى بعد ان غادرت المغرب نحو أميركا، ظل جزءً من الاسرة الصغيرة هناك، ثم غادروا بعد ذلك لان الشارع نفسه تغير، ولم تعد ” زنقة آسفي” هي نفسها التي عرفوها ايام طفولتهم وبدايات شبابهم.
كان من بين المشاهد التي أثارت في نفسي ذكريات وأشجان، صورة فتاة تطل من شرفة الشقة نفسها التي كنت أقطن بها، ومن المكان نفسه التي ظلت تجلس فيه ابنتي” رؤى” قبل أن تغادر المغرب بدورها الى فرنسا.لا أدري كيف أصف لكم أحاسيسي وانا اشاهد تلك الشرفة. شعرت أن سنوات مثيرة وحافلة بالاحداث والحكايات .أحسست أن “زمناً” باكمله جرت وقائعه وانا هناك في تلك الشقة، في بناية ليست جديدة وليست قديمة. في تلك الشرفة ايضاً كنت أجد لذة في الاستماع لاذاعة الرباط.
كانت هناك رباط أخرى غير هذه التي تعرفون.

زر الذهاب إلى الأعلى