يعدّ المزج بين منتجات التنظيف، مثل مبيض الملابس والأمونيا والبيكربونات والكحول ومزيلات الكلس ومزيلات الدهون، أو استخدامها بشكل سيئ؛ أمرا خطيرا للغاية.
وقالت الكاتبة غابرييلا ماييسترا، في تقريرها الذي نشرته صحيفة “لافانغوارديا” الإسبانية، إننا دائما نسعى خلال التنظيف الشامل للمنزل إلى جعل كل شيء يبدو مشرقا ومُطهرا؛ ولتحقيق هذه النتيجة المثالية تفكر بعض ربات البيوت في خلط منتجات التنظيف المختلفة، ولكن هذه الفكرة سيئة للغاية في معظم الحالات، لأنها لا تؤثر على النتائج فحسب، بل على صحتنا أيضا.
وأوضحت الكاتبة أن جميع منتجات التنظيف تقريبا المتوفرة في المنزل مصممة لغرض محدد، ونحن نشتريها عادة لأن هناك من نصحنا بتجربتها، أو لأننا لاحظنا مثلا مدى فعاليتها في أحد الإعلانات في إزالة الدهون أو الكلس. وبما أنه يوجد بالفعل منتج مناسب لكل مهمة، فإنه يستحسن تجنب المزج بينها.
وذكرت الكاتبة بعض الأعراض التي تشير إلى أننا تعرضنا لحالة تسمم، مثل:
الارتباك، والشعور بآلام في البطن، والغثيان، والقيء، وتحول لون الشفاه إلى الأرجواني، وصعوبة في التنفس، والرؤية المزدوجة، والإصابة بالصداع، والخفقان، والإسهال.
وحذرت الكاتبة من أنه قد يكون لهذا الجهد المبذول لتحسين خصائص هذه المواد نتيجة معاكسة، حيث تعمل بعض المنتجات على إلغاء تأثير المطهر أو المنظف. ولكن ما يجب أن نقلق بشأنه هو أن وتيرة استخدامنا وخلطنا لهذه المنتجات تؤدي في نهاية المطاف إلى التسمم.
وفي حين أن منتجات التنظيف لديها بالفعل أثار جانبية على صحتنا، فإن المزج بين منتجين من طيف كيميائي مختلف يضاعف الخطر.
وذكرت الكاتبة أن الجمع بين منتجات تنظيف مختلفة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بحروق في البشرة والتهيج في العين، واستنشاق غازات سامة؛ مما قد يتسبب في مشاكل في الجهاز التنفسي، وقد تكون عاقبة بعض حالات التسمم الحادة الموت.
الانتباه إلى الملصقات
أوردت الكاتبة أنه يشار عادة إلى هذا النوع من المعلومات على الملصق الموجود خلف عبوة المنتج، حيث يسجل المصنعون تعليمات لاستخدام كل منتج، إلى جانب الاحتياطات الأساسية الواجب اتخاذها. ولكن يجب أن نعترف بأن جزءا كبيرا من المشكلة يكمن في كوننا لا نقرأ هذه التعليمات عمليا.
ولضمان سلامتنا، يجب علينا الاطلاع على هذه التعليمات المرافقة لكل منتج بشكل صحيح، لأنها قطعا موجودة لسبب معين ووجيه.
بالإضافة إلى ذلك، لا يجب أن ننسى النصائح العملية الأخرى التي من شأنها أن تساعدنا في تجنب التسمم أو غيرها من المشاكل الصحية الناتجة عن التعرض للمواد الكيميائية، والتي تتمثل أساسا في تهوية المنزل أثناء تنظيفه لتجنب تركيز الغازات في الهواء، وارتداء القفازات لحماية بشرتنا من الحروق أو التآكل.
مبيض الملابس
وأوضحت الكاتبة أن من المهم معرفة المنتجات التي يجب ألا تخلط أبدا. ويعد مبيض الملابس من المنتجات التي تثير العديد من التساؤلات، لأننا نعتقد أنه يعمل بشكل جيد ويمكن تطبيقه على أي شيء، لكنه في الحقيقة، ليس سوى مطهر ومبيض قوي للغاية. ولاستخدامه بشكل صحيح، يكفي تخفيفه قليلا دون تجاوز التركيز الموصى به ورشه على السطح المراد تنظيفه، الذي يجب أن يكون مبللا مسبقا، وتركه لوقت محدد قبل شطفه، لكننا لا نستخدمه دائما بهذه الطريقة.
ورغم أن التعليمات تختلف من علامة تجارية إلى أخرى، فإن الآثار التي قد يحدثها التعرض الطويل للكلور -إذا لم نحترم التركيزات ووقت التطبيق الموصى به- لا تتغير. وفي الواقع، يكمن سوء استخدام هذا النوع من المنتجات في مزجه مع منتجات أخرى، ولعل أخطر مزيج يمكن القيام به بلا شك يكون بين الكلور والأمونيا.
ونوهت الكاتبة إلى أن امتزاج هذين المكونين يولد غازا يسمى الكلورامين، وهو شديد السمية، ويسبب تهيجا وحروقا، وقد يكون في بعض الحالات قاتلا بسبب الأضرار التي يلحقها بالجهاز التنفسي. كما ينصح أيضا بتجنب خلط الكلور بالكحول، لأن تفاعل كلتا المادتين يمكن أن ينتج عنه مركبات كاوية، من قبيل حمض الهيدروكلوريك أو الكلوروفورم.
الخل
أشارت الكاتبة إلى ضرورة أن تؤخذ هذه النتائج الضارة المحتملة بعين الاعتبار عند استخدام العلاجات المنزلية أو المنتجات اليومية، مثل استعمال الخل في التنظيف. فعلى الرغم من أن الخل ليس بنفس درجة خطورة المواد الكيميائية، فإن خلطه مع بيروكسيد الهيدروجين يمكن أن يضر البشرة والعينين والجهاز التنفسي.
ولا ينصح بإضافة صودا الخبز إلى الخل؛ أولا لأنها لن تكون فعالة للغاية في عملية التنظيف، وثانيا بسبب التفاعل الكيميائي الذي سينتج عن هذا المزيج. إلى جانب ذلك، إذا قمنا بمزج مبيض الملابس بالخل، فإن النتيجة لن تكون صحية للغاية، لأن الأبخرة السامة الناتجة عن امتزاج المادتين يمكن أن تسبب حروقا في العينين والرئتين.
مزيلات الكلس
وأوردت الكاتبة أن تجنب المزج بين أنواع مختلفة من مزيلات الكلس يمكن أن يجنبنا العديد من المشكلات. ويختلف مبدأ استعمال مزيلات الكلس عن باقي المنتجات الأخرى، لأن هذه المادة تكون عادة ذات تركيز عال لأنها يجب أن تنظف السطح دون استخدام قطعة قماش أو إسفنجة تنظيف. ويمكن أن يؤدي استخدام كميات كبيرة من هذا المنتج -في محاولة لتعزيز تأثيره- إلى توليد غاز الكلور الذي يؤدي استنشاقه إلى الاختناق.
لمنع حدوث ذلك، يقدم المعهد الوطني لعلم السموم بعض النصائح حول الإجراء المتبع. فعلى سبيل المثال، إذا حدث التسمم عن طريق استنشاق الأبخرة، فيجب نقل الشخص المصاب إلى منطقة ذات تهوية جيدة، مع الحرص على شرب كميات كافية من الماء، وبالطبع الخضوع للرعاية الصحية اللازمة.
المصدر : مواقع إلكترونية