الرأي

طلحة جبريل يكتب عن زمن النزوح

طلحة جبريل

يعتقد “أمادو” الذي وصل من غينيا كوناكري إلى الرباط على أمل  الانتقال إلى ” الجنة الأوروبية ،” أن هذا الحلم سيتحقق في يوم من الأيام ، الأمر نفسه يعتقده ” نيربغ” الذي جاء من الكاميرون. يعمل الإثنان ندل في مقهى  بالرباط. بالنسبة لهما هذه محطة إنتظار.
كان “أمادو” يحلم فور وصوله المغرب بعبور البحر الأبيض المتوسط نحو “الجنة الأوروبية»” لكن ذلك الحلم تبدد، بعد أن تحول مضيق جبل طارق إلى أكبر “مقبرة” لشبان وشابات بل وحتى أطفال كانوا يأملون أن يصلوا إلى يابسة الضفة الأخرى. أدرك «أمادو» كما أدرك كثيرون ألا طائل للمجازفة ضمن رحلات مميتة عبر قوارب مهترئة. هؤلاء المهاجرون جاءوا زاحفين مستعملين جميع وسائل النقل، من سيارات ودواب، وأحيانا حتى مشيا على الأقدام من دول جنوب الصحراء التي أرهقتها الحروب والنزاعات والانقلابات والمجاعات والأمراض.. هم «السواد الأعظم» المتجهم الأنظمة.كثيرون منهم تقطعت بهم السبل وبقوا هنا في المغرب. بعضهم منذ شهور وآخرون منذ سنوات، في ظل ظروف اجتماعية بالغة الصعوبة والتعقيد».
استطاع “أمادو” و آخرين الاندماج في حياة يومية، ليست هينة لكنها أفضل من الضياع والتشرد وركوب البحر في مغامرة محفوفة بالمخاطر.
هناك شكوى تسمعها من معظم سكان أحياء الرباط ، يقولون إن «المهاجرين الأفارقة» عادة ما يتحدثون بصوت مرتفع ليلا، ويسهرون كثيرا، ويتكلمون جميعا بحيث لا يكاد أحد فيهم يسمع ما يقوله الآخرون.
آه منك يا زمان النزوح.

زر الذهاب إلى الأعلى