مواجهات حامية حول الشهود خلال محاكمة ترامب
خاض الجمهوريون والديموقراطيون مواجهة حادة في مجلس الشيوخ، الثلاثاء، حول استدعاء شهود وطلب وثائق من البيت الأبيض في اليوم الأول من محاكمة تاريخية بهدف عزل الرئيس دونالد ترامب، ودارت نقاشات حامية بين الجانبين حول إجراءات المحاكمة أتاحت للديموقراطيين فرصة عرض قضيتهم ضد ترامب على التلفزيون الوطني.
لكن زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل استعرض قوته السياسية وقام بتحريك غالبيته في المجلس البالغة 53 – 47 لعرقلة جهود الديموقراطيين الواحدة تلو الأخرى الهادفة لتغيير ضوابط هذه المحاكمة التي تقول تقارير إنه صاغها مع البيت الأبيض لحماية ترامب.
وبعد 13 ساعة من النقاشات، قبيل الساعة الثانية فجرا بالتوقيت المحلي، نجح ماكونيل في التصدي لكل محاولات الديموقراطيين ضامنا سيطرة الجمهوريين على محاكمة يأملون أن تغلق بنهاية الشهر، وكان ترامب من ناحيته يتابع إجراءات عزله من المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس بسويسرا، وقال إن المحاكمة «زائفة» مضيفا «أنها المطاردة الشعواء الدائرة منذ سنوات وبصراحة إنها مشينة».
تسير إلى الوراء
تركز اليوم الأول للنقاش على البرنامج الذي وضعه ماكونيل للمحاكمة: جلسات استماع مدتها 24 ساعة للاتهام ومثلها للدفاع ليقدم كل طرف حججه، كل ذلك في ستة أيام حدا أقصى، وما يغضب الديموقراطيين رفض ماكونيل استدعاء الشهود وطلب وثائق، قبل انتهاء مرحلة النقاش، وهم يريدون الاستماع إلى مساعدي ترامب الحاليين والسابقين، ومنهم كبير موظفي البيت الأبيض ميك ماليفيني ومستشار الأمن القومي السابق جون بولتون.
من دون أي ضمانة بشأن استدعاء شهود حتى في ذلك الوقت، سعوا في اللحظات الأخيرة لإعطاء قاضي المحكمة العليا جون روبرتس، الكلمة الفصل حول ذلك، لكن جرى رفض ذلك خلال تصويت حزبي، وقال آدم شيف كبير المدعين في محاكمة العزل «لا يريدون محاكمة عادلة»، مضيفًا: «لا يريدون أن يتم الاستماع لهؤلاء الشهود لا يريدون رأي قاض محايد».
فيديو ترامب
لكن أعضاء فريق المدعي شيف استغلوا فرصة طلب تعديلات وعرضوا في أحاديث تلفزيونية مطولة قضيتهم ضد ترامب أمام الشعب الأميركي، وعرضوا رسوما بيانية مفصلة وفيديوهات لدبلوماسيين أميركيين يدلون بشهاداتهم في أواخر العام الماضي عن أن ترامب أشرف على المخطط الذي استمر شهورا، للضغط على أوكرانيا لمساعدته للإضرار سياسيا بمنافسه المحتمل جو بايدن والديموقراطيين.
كما عرضوا فيديو يظهر ترامب نفسه يقول في ديسمبر الماضي إنه «يود» حضور شهود مثل مالفيني، وقال آنذاك: «أريدهم أن يدلوا بشهاداتهم لكن أريدهم أن يدلوا بشهاداتهم في مجلس الشيوخ»، وجهد محامو ترامب بقيادة بات سيبولوني وجاي سيكولو على ما يبدو للتصدي لتهم الديموقراطيين، وتخلوا عن فرصة للدفاع عن ترامب على التلفزيون وركزوا بشكل كبير على أن تحقيقات مجلس النواب غير ليست عادلة للرئيس، واتهم سيبولوني الديموقراطيين بإجراء «تحقيقات سياسية زائفة» ضد ترامب، وقال: «إنهم يحاولون إزالة اسم الرئيس ترامب من صندوق الاقتراع ولا يمكنهم إثبات قضيتهم».
منع الهواتف الخلوية
واختبار التحمل السياسي هذا ينبئ بالمشهد في مجلس الشيوخ في الأسابيع المقبلة، فبعد مضي 12 ساعة على انطلاق النقاشات اشتدت الانفعالات وخرق القاضي روبرتس صمته لتوبيخ المدعين والدفاع بعد أن تبادلوا الاتهامات بالكذب.
وكان أيضا اختبارا مماثلا للمحلفين، وهم 100 عضو في مجلس الشيوخ مجبرين على البقاء في مجلس الشيوخ لمتابعة المحاكمة وليس للتعاطي مع مسائل أخرى، وإذ منعوا من إحضار هواتفهم النقالة وأجهزة الكمبيوتر، انهمكوا في تدوين الملاحظات على دفاتر وتبادلوا الحديث بهدوء وتململوا.
وقالت السيناتور شيلي مور كابيتو لوكالة «فرانس برس» الأربعاء «الموضوع جدي»، مؤكدة أنها «مستعدة للجلوس هنا طالما اضطرني الأمر، أنه من دون هاتفها أعتقد في اليوم الأول سأشعر ببعض العوارض عدم الاستخدام، لكن سنكون بخير».
واضطر أربعة أعضاء ديموقراطيين في مجلس الشيوخ ساعين للفوز بترشيح حزبهم لمواجهة ترامب في انتخابات نوفمبر لتعليق الحملة قبل الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح في ولاية أيوا في الثالث من فبراير، وقالت السيناتور إيمي كلوبوشار: «نحن جميعا هنا للقيام بواجبنا يمكنني القيام بأمرين في الوقت نفسه».
اختبار ولاء
ولا مجال للكثير من الشك حول نتيجة المحاكمة نظرا للغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ وتمتع ترامب بولاء الحزب، ويبقى السؤال الرئيسي حول ما إذا كان الديموقراطيون سيتمكنون من إقناع العديد من الجمهوريين بدعم مطلبهم باستدعاء شهود الأسبوع المقبل لإطالة المحاكمة، وأبدى السيناتور الديموقراطي كريس كونز شكوكه حيال ذلك.
وقال خارج القاعة إن «ماكونيل يواصل قبضته الحديدية على الحزب الجمهوري»، مضيفًا: «الغالبية الجمهورية ستستمر في السعي للإسراع في إنهاء القضية في عشرة أيام».
يذكر أن ترامب هو الرئيس الثالث في تاريخ الولايات المتحدة الذي يواجه محاكمة عزل بعد أندرو جونسون في العام 1868 وبيل كلينتون في العام 1999.
المصدر: الدار ـ وكالات