الرأي

طلحة جبريل يكتب عن المحافظين

طلحة جبريل

في كل المنطقة تسمع كلاماً متكرراً عن ضرورة مشاركة النساء واالشباب في الحياة السياسية، هذا الحديث سمعته كثيراً في الخرطوم. تحدثت لهم عن التجربة المغربية، التي حددت حصة (كوطة) في البرلمان،على الرغم من أنني غير مقتنع بهذه الصيغة.
هناك توجه بأن تكون مشاركة المرأة ضرورية في مناشط الحياة وبناء عليه تخصص لها حصة (كوطة) وتقرر ان وجود الشباب في مراكز متقدمة امرا حيويا فيكون التوجه اسناد مهام لهم في جميع المواقع.
في ظني ان هذه المعالجة تبسيطية لأمر شائك قد تكون نتائجها عكسية في الحالتين.
لماذا ندفع المرأة للمشاركة عبر تخصيص حصة لها؟
المرأة يفترض وهو أمر قائم منذ فجر التاريخ ان لديها الامكانيات التي تؤهلها لتأخذ حصتها في المجتمع دون حاجة لقرار. ثم ان المرأة هي نصف المجتمع الذي يربي النصف الآخر.اذن هي كل المجتمع بكيفية اخرى.
فهل يتطلب ذلك قرارا بتخصيص حصة لها هنا او هناك؟
واذا تم اعتماد الحصة كوسيلة لمشاركة المرأة ألا يعني انها تحتاج الى قرار او لنقل تنازل ذكوري لكي تجد مكانا.
لنتحدث عن مهنتنا على سبيل المثال.هل جاء حتى الان صحافي في امكانيات وجرأة الايطالية اوريانا فلاتشي هذه الصحافية التي كان اسلوبها في الحوار مدرسة تدرس في كليات ومعاهد الاعلام.
وفي ظني ومن واقع تجربة ان الصحافيات هن اكثر قدرة على العطاء في مجال الاعلام من الصحافيين.
وهذا الأمر ينسحب على مهن أخرى، الطب مثلاً.
المشكلة هي في التيارات المحافظة.

زر الذهاب إلى الأعلى