الرأي

طلحة جبريل يكتب عن المذياع

طلحة جبريل

منذ عام 2003 لم أعد أشاهد التلفزيون، على الرغم من مشاركات منتظمة في عدة قنوات.
في ظني أن الوقت الذي يمكن تمضيته أمام الشاشة الصغيرة يمكن إستثماره في قراءة الكتب وهي من وجهة نظري تحقق الكثير من المتعة والفائدة . كانت الفكرة التي تبلورت في بداية تلك السنة أن أجرب الابتعاد عن مشاهدة التلفزيون لأسابيع، لكن بعد أن أنقضت تلك الأسابيع، وجدت أن نتائج  التجربة كانت مذهلة. خاصة أن صور الأخبار المهمة متاحة على الانترنيت، وهناك اشتراكات مجانية في بعض المواقع، يمكن من خلالها مشاهدة أهم الأحداث مصورة.
خلال السنوات الأخيرة، جربت العودة الى أعرق وسيلة إعلامية في عصرنا وهي المذياع. كانت تجربة مزودجة، إما التقاط بث عدد من الإذاعات من جهاز صغير،أوعبر الانترنيت.
بعد دخول الإعلام عصر التلفزيون ثم الانترنيت،أعتقد البعض ان المذياع سينقرض،خاصة ان رجال السياسة وصناع القرار في شتى المجالات باتوا يفضلون التلفزيون، بل ان بعضهم يعتقد ان أضواء الكاميرات وبريقها يمكن ان يكون بديلا حتى عن الحدث.
لكن هل يركز المشاهد فعلا على الصوت والصورة في آن واحد؟ لا اعتقد، لأن الصورة طغت مع تقدم تقنياتها على الصوت.
عندما أصبحت الأقمار الصناعية أفضل وسيلة لنقل الصور والكلمات، فان التلفزيون والانترنيت والهاتف المحمول ساعدت جميعاً في ضبط حركة التاريخ على لحظة واحدة وتوقيت جامع يحدث فيه كل شيء في كل مكان في نفس اللحظة، وهيمنت عوالم الصورة وكان التأثير فادحا وفي بعض الأحيان مكلفاً.

زر الذهاب إلى الأعلى