الرأيالمواطنسلايدر

قردة جبل طارق تشتاق لرفاهية ما قبل الفيروس

الدار/ رضا النهري:

الحيوانات لا تكتفي هذه الأيام باستغلال الظروف الاستثنائية للبشرية، بل يمكنها أيضاً أن تتساءل عن سر هذا الكسوف المفاجئ للناس، سواء في حدائق الحيوانات او في الشوارع، وبالخصوص في الأماكن التي كانت الحيوانات تتعايش يوميا مع البشر، مثلما هو الحال مع قردة جبل طارق.

ويبدو ان قردة هذه الصخرة تطرح أكثر من سؤال حول سر الغياب المفاجئ، والمفجع للسياح، الذين كانوا يمارسون يوميا لعبة القط والفأر مع هذه القردة، المعروفة بشغبها، حيث كانت تمضي يومها في مشاغبة السياح وسرقة أمتعتهم وموادهم الغذائية، فيما يبدو السياح مستمتعين بهذه اللعبة للتي نادرا ما يلاحقونها في مكان آخر.

صحيفة “لاراثون” الإسبانية قالت إن الوضع الحالي للقردة في جبل طارق سريالي إلى أقصى حد، فلأول مرة في تاريخها لا تجد طعاما كافيا، خصوصا وأن سلطات الصخرة لم تكن تطعمها باستمرار، وكانت تعول على زوار الصخرة للقيام بجزء كبير من هذه المهمة.

وقالت “لاراثون” إن العشرات من قردة الصخرة، وهي من نوع المكاك البربري، صارت تعاني أكثر مع ظروف الحجر الصحي وغياب السياح، حيث أضحت تنتقل إلى أمكنة أبعد في الصخرة، رغم ان السلطات تحاول، بشكل نسبي، توفير ما يلزمها من الطعام، غير أن تعود القردة على حياة الرفاهية مع السياح جعلها تحاول البحث عن البشر، المنكفئين على أنفسهم داخل منازلهم.

وأشار تحقيق لاراثون، إلى أن سلطات جبل طارق قامت مؤخراً بإرسال ثلاثين قردا من نوع المكاك إلى مناطق برية في أسكتلندا، بعد أن تكاثر عددها في الصخرة ولم يعد من الممكن ضبط سلوكاتها التي توسم في كثير من الأحيان بالعدوانية.

ويصل عدد القردة في جبل طارق إلى قرابة 300، حيث تعتبر الصخرة من آخر مستوطنات قرد المكاك، الذي تعود أصوله إلى جبال الأطلس في المغرب. وتعتبر قردة جبل طارق رمزا للوجود البريطاني في الصخرة، حيث يعتقد البريطانيون أن نهاية سلالة هذه القردة بالصخرة تعني نهاية السيادة البريطانية عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى