الدار/ رضا النهري:
يردد الناس باستمرار عبارة “العجلة من الشيطان”، في إشارة إلى ضرورة التروي قي اتخاذ أي قرار أو القيام بأي سلوك غير محسوب العواقب، وهذه العبارة هي التي تجري على لسان المغاربة بمناسبة ومن دون مناسبة، حتى أنها صارت عبارة مشتركة بين الصغار والكبار، المتعلمين وغير المتعلمين.
حاليا يبدو أن هذه العبارة هي التي يجب أن يعيها الناس أكثر من ذي قبل، فليس هناك عجلة شيطانية أكثر من التي يعيشها البعض من الناس، الذين يستعجلون الخروج من الحجر الصحي المفروض بسبب تفشي فيروس “كورونا”، وكأنهم يتحالفون مع الشيطان في هذه العجلة.
الناس الذين صبروا عدة أسابيع، وكان ذلك الصبر فعالا في التحجيم من مخاطر الفيروس، لا يمكنهم إلا الاستمرار في التحلي بهذا الصبر لأسابيع أخرى مقبلة، لأن شيطان العجلة يتربص بنا عند المنعطف، ويتمنى لو أننا نفقد هذا الصبر فجأة لكي ينهار كل الإنجاز الذي حققناه خلال الأسابيع الماضية مع التزام الحجر الصحي.
البلدان التي استبقت تفشي الفيروس واتخذت الاحتياطات اللازمة حققت ربحا كبيرا في حماية الناس من الإصابة أو الموت، ولدينا أمثلة كثيرة على ذلك، مثل الصين والبلدان الاسكندنافية ونيوزلندا وغيرها، بينما البلدان التي تهاونت في التصدي للفيروس تؤدي اليوم ثمنا غاليا، وسيطول مقام الفيروس فيها مع الكثير من التضحيات.
المغرب كان من بين البلدان التي حققت صيتا دوليا كبيرا بفعل الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة الفيروس، وشكل المغرب نموذجا يحتذى لبلدان أخرى، لذلك فإن ما نلاحظه حاليا من رغبة البعض في كسر الحجر الصحي وممارسة الحياة العادية لن يضر فقط بسلامتهم الشخصية، بل سيضر بسلامة مجتمع بكامله.
كل هؤلاء للذين يبدون تذمرهم من استمرار الحجر، أو يستهترون بمبادئ السلامة المعمول بها، يعتبرون بالفعل معادين لمجتمعهم، وهم يقومون بتهديد صحة وسلامة الآخرين، بل يقومون بمحاولة هدم كل النجاح الذي حققه المغرب في مجال الوقاية من الجائحة، وإذا استمر استهتارهم بالحجر الصحي، فقد نكون أمام مستقبل لا يعلمه إلا الله.
