حرية جزئية للفرنسيين والإسبان وسط خشية من بؤر جديدة للوباء في آسيا
يستعيد عشرات الملايين من الأشخاص في فرنسا وإسبانيا الاثنين حرية جزئية مع رفع الكثير من القيود التي فرضت لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد.
في المقابل، تمدد المملكة المتحدة العزل حتى الأول من يونيو على الأقل، في وقت ترتفع فيه الخشية من عودة انتشار الوباء مع تسجيل بؤر جديدة كما في سيول.
في فرنسا، يبدو أن العزل الحازم وغير المسبوق الذي فرض على السكان منذ 17 مارس بدأ يؤتي ثماره، فقد انخفضت الحصيلة اليومية للوفيات مساء الأحد حتى 70 حالةً، العدد الأدنى حتى الآن.
لكن مع حصيلة وفيات إجمالية تفوق 26 ألفاً وهي من بين الأعلى في العالم، دعا المسؤولون الفرنسيون إلى الحذر مع استعداد ملايين الفرنسيين إلى الخروج من بيوتهم والعودة إلى أعمالهم من أجل تنشيط الاقتصاد المشلول تقريباً منذ شهرين.
وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة “بفضلكم، الفيروس تراجع. لكنه لا يزال هنا. أنقذوا الأرواح، كونوا حذرين”.
وتفرض فرنسا ارتداء الأقنعة في وسائل النقل العام ومعايير صحية إلزامية في المدارس. ويعزز ظهور ثلاث بؤر عدوى جديدة في غرب البلاد الخشية من موجة وبائية ثانية.
في إسبانيا وبهدف الحد من مخاطر تفشي الفيروس، سيجري رفع العزل عن جزء من البلاد فقط. وتبقى معظم المدن الكبرى مثل مدريد وبرشلونة، خاضعة لقيود صارمة.
وخلال الساعات الـ24 الأخيرة، سجلت إسبانيا 143 وفاة في أدنى حصيلة يومية لها منذ 18 مارس، مع إجمالي يتجاوز 26 ألفاً أيضاً وهو من بين الأعلى في العالم.
وأعلن رئيس الدوري الإسباني لكرة القدم خافيير تيباس أنه يأمل استئناف البطولة في 12 مايو، رغم الإعلان مساء الأحد عن تسجيل إصابات في أوساط اللاعبين.
وفي وقت تسعى فيه كرة القدم الأوروبية لاستئناف نشاطها بعد أشهر من التوقف، تكشف الفحوص إصابات في أوساط الكثير من النوادي.
يبقى الوضع في المملكة المتحدة التي تسجل أعلى عدد وفيات (32 ألفاً) بعد الولايات المتحدة، مثيراً للقلق.
وأعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون الأحد عن تمديد العزل الذي فرض في 23 مارس حتى الأول من يونيو.
وقدم جونسون خطة رفع تدريجي للعزل، مع أمل فتح المحلات والمدارس مطلع يونيو.
في الأثناء، تريد الحكومة البريطانية فرض فترة حجر إلزامية على الواصلين إلى المملكة المتحدة جواً.
منذ ظهوره في الصين في ديسمبر، أسفر الفيروس عن وفاة 280 ألف شخص حول العالم، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية الأحد 19,00 ت غ.
ويشغل خطر موجة ثانية من الوباء، أثارته منظمة الصحة العالمية، الحكومات حول العالم، وسط مؤشرات قلقة.
ففي ووهان، المدينة الصينية التي بدأ منها تفشي المرض، أعلنت السلطات عن تسجيل إصابة جديدة بعد شهر من السيطرة على الوباء.
وفي كوريا الجنوبية، حيث بات المرض تحت السيطرة أيضاً، أمرت العاصمة سيول بإغلاق كل المنشآت بعد تسجيل إصابات جديدة.
أما ألمانيا التي غالباً ما تذكر كنموذج في نجاح إدارتها للأزمة الصحية، فقد جرى تخطي عتبة 50 إصابة جديدة لكل 100 ألف مقيم في ثلاث مقاطعات.
حصيلة الوفيات الأكبر تبقى من نصيب الولايات المتحدة، مع 80 ألف وفاة، وفق تعداد نشرته مساء الأحد جامعة جونز هوبكنز. لكن العدد اليومي للوفيات انخفض إلى 776 وهو الأدنى منذ مطلع مارس.
ودافع المستشارون الاقتصاديون للرئيس دونالد ترامب الأحد عن إمكانية إعادة إطلاق عجلة الاقتصاد في الولايات المتحدة بشكل آمن مع أن الوباء لا يزال يتمدد ومع تسجيل إصابات حتى في البيت الأبيض.
وفي الأيام الأخيرة، سجلت إصابة موظفين في الجناح الغربي للبيت الأبيض حيث يقع مكتب الرئيس البيضوي، أحدهما عسكري يعمل بخدمة الرئيس، والأخر متحدثة باسم نائب الرئيس مايك بنس.
في الأثناء، نفى البيت الأبيض الأحد أن يكون مايك بنس في الحجر.
في أميركا اللاتينية ومنطقة جزر الكاريبي، قتل الوباء أكثر من 20 ألف شخص، وفق تعداد لوكالة فرانس برس. ونصف هذه الحصيلة الإقليمية من نصيب البرازيل التي تخطت عتبة 10 آلاف وفاة السبت.
تجاوز عدد الإصابات المؤكدة في جنوب إفريقيا، البلد الأكثر تضرراً في القارة، 10 آلاف حالة بينها 194 وفاة، وفق وزارة الصحة.
بدأت الهند عملية رفع العزل، لكنها لا تزال تحظر التنقل بين الولايات كما الرحلات الجوية الدولية والمحلية.
وأحصت حتى الأحد 63 ألف إصابة وأكثر من 2100 وفاة. ويرى خبراء أن الوباء سيتسارع في هذا البلد ليبلغ في يونيو أو يوليوز ذروته.
مع ذلك خفضت السلطات القيود على النقل. ويفترض أن يستأنف العمل بشبكة السكك الحديد في الهند، وهي من بين الأكبر في العالم، تدريجاً اعتباراً من الثلاثاء.
المصدر: الدار ـ أ ف ب