أسباب اكتئاب ما بعد الولادة وتشخيصه
من المحتمل أن يكون اكتئاب ما بعد الولادة ناتج عن عوامل متعددة ومع ذلك لا تزال أسبابه غير معروفة إلى يومنا هذا. يحدث عادةً الاكتئاب بسبب التعرض لأحداث عاطفية أو أحداث مجهدة أو تغيرات بيولوجية، قد تؤدي إلى خلل في المواد الكيميائية في الدماغ أو كليهما.
قد تسهم العوامل التالية في حدوث اكتئاب ما بعد الولادة:
- التغيرات الجسدية التي تطرأ نتيجة الحمل.
- قلق مفرط بشأن الطفل ومسؤوليات الوالدين.
- المخاض أو صعوبات وتعقيدات واجهت الأم في الولادة.
- نقص الدعم الأسري.
- قلق ومخاوف حول العلاقات الاجتماعية.
- صعوبات مالية.
- الشعور بالوحدة وعدم وجود أصدقاء مقربين أو أفراد العائلة.
- المعاناة من مشاكل عقلية.
- المشاكل الصحية التي تعقب الولادة بما في ذلك سلس البول وفقر الدم وتغيرات ضغط الدم والتغيرات في الاستقلاب الغذائي.
- حدوث تغيرات هرمونية بسبب الانخفاض المفاجئ والشديد في مستويات هرمون الاستروجين والبروجستيرون بعد الولادة.
- تغييرات في نمط النوم بعد الولادة.
- قد تواجه الأمهات أيضاً صعوبات في الرضاعة الطبيعية، إذ يربط كثير من المختصين هذا الأمر بـ اكتئاب ما بعد الولادة – PPD.
تشير دراسة أجريت في جامعة نورث كارولينا – North Carolina في مدينة تشابل هيل – Chapel Hill إلى أن الأمهات الجدد اللاتي يعانين من صعوبات في الرضاعة الطبيعية خلال الأسبوعين التاليين لولادة الرضيع، معرضين لخطر أعلى للإصابة بـ اكتئاب ما بعد الولادة – PPD بعد شهرين.
بالنسبة للنساء اللاتي لديهم تاريخ عائلي مرضي من الاكتئاب لديهم مخاطر أكبر للإصابة بـ اكتئاب ما بعد الولادة – PPD مع ذلك لم يحدد سبب حدوث ذلك. قد يزيد وجود حالة تشخيص سابقة مثل اضطراب الثنائي القطب أيضاً، من خطر الإصابة بـ اكتئاب ما بعد الولادة – PPD مقارنةً بالنساء الحوامل اللاتي لا يواجهن مثل هذه المشاكل.
التشخيص
قد يهدف الطبيب بتشخيصه إلى استبعاد حالة الكآبة الناتجة عن ولادة الطفل، عن طريق مطالبة الأم المصابة باكتئاب ما بعد الولادة بإكمال استبيان فحص الاكتئاب.
يسأل الطبيب غالباً عند التشخيص، ما إذا كان الوالدان قد شعروا بانخفاض المزاج أو الاكتئاب أو اليأس خلال الشهر الماضي، سوف يسأل أيضاً ما إذا كان الوالدان الجدد لا يزالان يستمتعان بالأنشطة التي تجعلهم سعداء عادةً.
قد يسأل الطبيب أيضاً ما إذا كانت المريضة تعاني من:
- مشاكل النوم.
- مشاكل في اتخاذ القرارات والتركيز.
- مشاكل الثقة بالنفس.
- تغيرات أو فقدان الشهية.
- القلق.
- الإرهاق أو الكسل أو عدم الرغبة في المشاركة في أي نشاط بدني.
- الشعور بالذنب.
- النقد الذاتي المتكرر.
- أفكار انتحارية.
من المحتمل أن المرأة التي تجيب بـ ‘نعم’ على ثلاثة اسئلة من الأسئلة الواردة أعلاه، تعاني من اكتئاب خفيف، بينما تشير المزيد من إجابات ‘نعم’ إلى اكتئاب أكثر حدة، مع هذه الأعراض كلها لا تزال المريضة المصابة باكتئاب ما بعد الولادة قادرةً على الاستمرار بممارسة الأنشطة اليومية المعتادة.
إذا أجابت الأم بـ ‘نعم’ على سؤال إيذاء نفسها أو طفلها، فإنه يتم تشخيصها تلقائياً على أنها مصابة بحالة شديدة من اكتئاب ما بعد الولادة.
قد لا ترغب بعض الأمهات اللاتي ليس لديهن شريك أو أقارب في الإجابة على هذه الأسئلة بصراحة، لأنهن يخشين أن يتم تشخيص إصابتهن باكتئاب ما بعد الولادة وسيأخذن طفلهن منهن، رغم ذلك إلا أنه من غير المرجح أن يحدث هذا الأمر.
يتم أخذ الرضيع من أمه فقط في مواقف خاصة تستدعي ذلك، حتى في الحالات الشديدة للغاية يرافق الرضيع أمه مثل إدخال الأم إلى قسم الصحة العقلية في المستشفى. إذا كان أحد الوالدين يعاني من اكتئاب حاد، فسيواجه صعوبة كبيرة في العمل على الإطلاق وسيحتاج إلى مساعدة كبيرة من فريق متخصص في الصحة العقلية.
قد يطلب الطبيب أيضاً بعض الاختبارات التشخيصية مثل اختبارات الدم لتحديد ما إذا كانت هناك أي مشاكل هرمونية مثل المشاكل الناجمة عن عدم نشاط الغدة الدرقية أو فقر الدم.