السويد تشهد ارتفاعا حادا في عدد الإصابات الجديدة بكوفيد-19
تسجل السويد التي لفتت أنظار العالم باستراتيجيتها الأقل صرامة في ما يتعلق بمكافحة فيروس كورونا المستجد، واحدا من أعلى معدلات الإصابات الجديدة في الاتحاد الأوروبي، لكن السلطات تقول إن انتشار الوباء يتباطأ.
خلال الأسبوعين الماضيين، جاءت السويد في المرتبة الثانية بعد لوكسمبورغ في الاتحاد الأوروبي من حيث عدد الإصابات الجديدة الأكبر بست مرات من متوسط العدد في الاتحاد الأوروبي.
وخلافا لمعظم الدول الأوروبية، لم تفرض السويد تدابير عزل وتصدرت عناوين الصحف لارتفاع عدد الوفيات فيها بوباء كوفيد-19.
وقد أبقت المدارس مفتوحة للتلاميذ دون سن 16 عاما ولم تغلق المقاهي والحانات والمطاعم ومعظم المحلات التجارية. ولم توص بوضع الكمامات إلا للطواقم الطبية فقط.
وعلى مدار الستين يوما الماضية، شهدت السويد زيادة كبيرة في عدد الإصابات الجديدة، لكن السلطات تؤكد أن الحالات الخطرة والوفيات المرتبطة بالفيروس قد انخفضت.
وأوضح عالم الاوبئة انديرز فالينستين لوكالة فرانس برس “إذا قمت بزيادة عدد الاختبارات، فستجد المزيد من الإصابات”. وأضاف “لكن (…) عدد المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية في المستشفى انخفض”.
في أيار/مايو، كانت السويد تجري اختبارات لحوالى ثلاثين ألف شخص في الأسبوع، لكن خلال يونيو ازداد عدد الاختبارات وفي تموز/يوليو تضاعف عددها.
في 31 مايو، سجلت البلاد 39160 إصابة. في 16 يوليو، تضاعف العدد تقريبا ووصل إلى 76877 إصابة، لكن الوفيات ازدادت بنسبة أكثر بقليل من 20 في المئة لتصل إلى 5593.
– خلاف مع منظمة الصحة العالمية –
في أواخر يونيو، دفع العدد المتزايد للإصابات في البلاد الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية إلى وضع السويد على قائمة تضم 11 دولة تشهد “انتقالا متسارعا” للعدوى.
لكن عالم الأوبئة في السويد أنديرز تيغنيل انتقد تلك الخطوة ووصفها بأنها “تفسير خاطئ” للبيانات.
وبدلا من ذلك، شددت وكالة الصحة العامة في السويد مرارا على أن الزيادة الكبيرة في عدد الإصابات هي بمعظمها حالات خفيفة ولا تحتاج إلى المعالجة في المستشفى.
وبالمثل، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الارتفاع الحاد في عدد الإصابات في أنحاء الولايات المتحدة مرتبط بزيادة عدد الاختبارات.
لكن على عكس الولايات المتحدة، لم يكن الارتفاع في عدد المصابين في السويد مصحوبا بزيادة في نسبة دخول وحدات العناية المركزة.
وقالت كارين تيغمارك فيسيل رئيسة قسم علوم الأحياء الدقيقة في وكالة الصحة العامة لوكالة فرانس برس إن الانخفاض في نسبة الحالات الخطيرة يعود إلى تكيف أفضل للمجتمع لحماية الأشخاص الأكثر ضعفا من الفيروس.
وأضافت أن “الناس تعلموا كيف يتعاملون مع المرض (…) أصبحنا أفضل في حماية المجموعات المعرضة للخطر”.
وغالبا ما يعزى ارتفاع معدل الوفيات في السويد إلى المرضى المسنين الذين يصابون بالفيروس. ما يقرب من نصف حالات الوفيات في السويد هي في دور الرعاية.
– عنصر مفقود –
بلغت حصيلة الوفيات ذروتها (أكثر من 600 في أسبوع) في دور التقاعد في أوائل أبريل، وقد انخفضت الأرقام تدريجيا.
وأوضحت إيما سباك رئيسة قسم الرعاية الصحية في الجمعية السويدية للسلطات والأقاليم المحلية، أن الرعاية الصحية قد تحسنت بعدما باغت الفيروس العديد من العاملين في المجال الصحي عندما ضرب لأول مرة.
وتابعت “لم تتحسن رعاية المسنين المرتبطة بكوفيد-19 فحسب خلال هذه الأشهر بل الرعاية الصحية عموما”.
وذكر مسؤولون سويديون أن إجراءات العزل تعمل لوقت محدد فقط وأن التدابير الجذرية القصيرة الأمد غير فعالة.
وقال أنطوان فلاهولت أستاذ الصحة العامة في جامعة جنيف، إن خطأ السويد لم يكن سياسة عدم إغلاق البلاد، بل عدم القيام باختبارات شاملة في وقت مبكر.
وشرح لوكالة فرانس برس “ما هو محزن حقا بالنسبة إلى السويد أنها لم تجمع بين السياسة الطموحة والاختبارات المكثفة”.
المصدر: الدار- أف ب