صحة

أخصائيون يدقون ناقوس الخطر حول عودة ظهور داء السل بالمغرب

الدار/ حديفة الحجام

ما زال مرض السل في المغرب يخلف ضحايا لدرجة أن بعض الأخصائيين يتحدثون عن عودة قوية لهذا المرض الخبيث والأرقام مرعبة جدا. فحسب إحصائيات لوزارة الصحة تعود لسنة 2017، فإن سبعة وثلاثين ألف شخص مصاب، 60 في المئة منهم حالتهم معدية.

وقد التأم مؤخرا بمجلس النواب يوم دراسي لمناقشة الظاهرة تحت عنوان "داء السل بالمغرب.. الواقع والتحديات"، نظمته الأغلبية بمجلس النواب بشراكة مع "العصبة المغربية لمحاربة داء السل"، حيث كشف أحد المتدخلين أن خريطة المرض تتوافق بصورة كبيرة مع خريطة الفقر في المغرب. وأضاف أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية تلعب دورا كبيرا في انتشار هذا الوباء الذي يكثر في الأحياء غير النظيفة التي تهيمن عليها الهشاشة وترتفع فيها درجة الازدحام. هذا المعطى يجعل الحل يتجاوز ما هو طبي، حيث يجب تظافر جهود مختلف الفاعلين من وزارات وجماعات ترابية ومجتمع مدني.

ويصيب هذا الوباء الشباب بصورة خاصة، لدرجة أن الأشخاص المصابين تتراوح أعمارهم بين 15 و45 سنة، وهو ما يمثل 63 في المئة من الحالات. وعليه يجب التركيز على هذه الشريحة بالحملات التحسيسية والبرامج التي من الأهمية بمكان أن تكون متعددة القطاعات وتشارك فيها مختلف الوزارات الوصية.

والظاهر أن "البرنامج الوطني لمكافحة السل" لا يكفي حاليا للقضاء على هذه الظاهرة، حيث تكشف الإحصائيات المتاحة أن عدد الوفيات ربما يصل ألف شخص في السنة، كما أن متوسط الحالات التي تتخلى عن العلاج لأسباب مختلفة يتراوح بين 7 و20 في المئة، في حين 4 في المئة من الحالات المصابة حديثا تحمل ميكروبات مقاومة للأدوية.

وتؤكد وزارة الصحة أن داء السل يتركّز بالخصوص في المناطق الشبه حضرية بالمدن الكبرى. ويُظهر التوزيع الجغرافي لهذا المرض ست جهات تضم 87 في المئة من الأشخاص المصابين بالسل وهي: الدار البيضاء-سطات في المقدمة بـ 26 في المئة من الحالات، متبوعة بالرباط-سلا-قنيطرة بـ 17 في المئة، وطنجة-تطوان-الحسيمة بـ 16 في المئة. وتنضاف إليها جهات فاس-مكناس (13 في المئة) ومراكش-آسفي (10 في المئة) وسوس-ماسة (6 في المئة).

بدوره أشار منسق الأغلبية، محمد مبديع، إلى أن على وزراء الصحة السابقين تقديم الاعتذار. ويرى أن مكافحة السل لا تهم الوزارة الوصية لوحدها، وإنما يتعلق الأمر بورش تشترك فيه الحكومة والأسر والمجتمع المدني.

أما، وزير الصحة، أنس الدكالي، ففاجأ الحاضرين بالقول إن ثلثهم يحملون عصية السل من دون أن يعلموا. وهي طريقة استفزازية للتأكيد على أن آلاف الأشخاص المصابين لا يعلمون أنهم مصابون. وقالت مريم بيغديلي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في المغرب، إن "هذا المرض الذي يكثر في البيئات الفقيرة يشكل تحديا للطب الحديث".

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى