الدار/ رياضة:
منذ أن ظهرت كرة القدم بشكلها الحالي والمنظم، فإن العيون كلهما ظلت مصوبة على نجوم الكرة، وهؤلاء النجوم هم لاعبون أفذاذا يحولون ملاعب الكرة إلى قطع من الفرح والسعادة بالنسبة لجماهيرهم، فكان من الطبيعي أن يكون اللاعب النجم هو الأصل.. والجمهور هو التابع للأصل.
كان بإمكان هذه النظرية أن تستمر طويلا، وربما تستمر إلى الأبد، لولا أن فيروس “كورونا” كان له رأيا آخر، فقرر أن يعيد حسابات الكرة، فغابت الجماهير عن الملاعب، وثبت بالرؤية القطعية أن النجم الحقيقي في ملاعب الكرة هو الجمهور وليس اللاعب.. مهما كانت درجة موهبته.
اليوم، تجري مباريات قوية وحامية في ملاعب كبيرة.. لكن من دون جمهور، والكثير من إدارات الفرق انتبهت، فجأة، إلى أن الجمهور لا يمكن الاستغناء عنه حتى افتراضيا، لذلك ملأت المدرجات بصور الجماهير، حتى يحس اللاعبون بأن النجم الأول حاضر، فيكون للمقابلات طعما آخر.
في أية مباراة يمكن للاعبين النجوم أن يغيبوا لأسباب مختلفة، أو يمكنهم أن يجلسوا في دكة الاحتياطيين، ويمكن لرونالد أو ميسي أو نيمار أو مبابي أو غيرهم أن يغيبوا عن الملاعب لعدة أسابيع بسبب الإصابة، وذلك لن يغير شيئا في طقوس كرة القدم، لكن أن يغيب الجمهور عن ملعب ما ولو لأسبوع واحد فهذا ما لا يمكن تقبله.
حاليا، يعيش العالم تحت وطأة الفيروس، وكان ضروريا أن يتم لعب ما تبقى من مباريات الموسم من دون جماهير، صحيح أن هذا القرار كان يشبه تجرع السم، لكنه كان ضروريا، فلم يكن بالإمكان جعل ملاعب الكرة أعشاشا يفرخ فيها الفيروس بيوضه كيفما يشاء.
لكن، وحتى قبل نهاية مباريات الموسم الحالي، بدأت التساؤلات تُطرح حول الموسم الكروي المقبل، وهو قريب جدا، وهل ستستمر ملاعب الكرة خالية من الجماهير، خصوصا وأن الفيروس عرف تصاعدا كبيرا وخطيرا، وهو ما يشي بأن حالة الحجر الصحي، ستستمر بشكل من الأشكال، وأكبر المتضررين ستكون ملاعب الكرة.
سيكون استمرار الملاعب فارغة من دون جمهور في الموسم المقبل فاجعة حقيقية، ليس بمعناها المادي، بل بمعناها الفرجوي والرياضي، وأبلغ من عبر عن ذلك هو مدرب فريق بولونيا الإيطالي، الذي قال إن استمرار الملاعب فارغة الموسم المقبل سيكون مؤلما، وأنه من الأفضل وقف المباريات نهائيا عوض لعبها من دون جمهور.
فعلا سيكون ذلك مؤلما جدا.. فأخيرا اكتشف العالم أن الجمهور هو النجم الحقيقي لكرة القدم.
