أخبار دولية

مفاتيح لفهم النزاع حول ناغورني قره باغ بين أذربيجان والانفصاليين الأرمينيين

اندلاع المعارك بين أذربجيان والقوات الانفصالية الأرمينية في ناغورني قره باغ، كان له الكثير من الأسباب. ويثير النزاع مجموعة من المخاوف من توسعه بحكم النفوذ الكبير الذي تتمتع به كل من تركيا الداعمة لأذربيجان وروسيا التي تساند أرمينيا في المنطقة. هنا أربعة مفاتيح لفهم حيثيات النزاع والتداعيات الممكنة له؟

تطرح الكثير من الأسئلة عن النزاع الدائر حول ناغورني قره باغ في أذربيجان، وهو إقليم تسكنه غالبية أرمينية رفعت مطلب الانفصال منذ سنوات، وتدعمها أرمينيا.

وأثيرت مخاوف دولية من اندلاع حرب موسعة، بسبب النفوذ القوي الذي تتمتع به كل من تركيا وروسيا في المنطقة.

وفي ما يلي، مجموعة أجوبة عن الأسئلة المطروحة حول النزاع، الذي يزيد من توتير العلاقات بين بلدين جارين في منطقة القوقاز، كانا معا محسوبين على الاتحاد السوفياتي سابقا، قبل تفتيته.

1 – ما هي أسباب اندلاع التصعيد العسكري؟

بعد اعتمادها على مدى أسابيع خطابا عالي السقف ونبرة عسكرية، أعلنت أذربيجان إطلاق هجوم مضاد واصفة الخطوة، بأنها رد على خرق وقف إطلاق النار من قبل المتمردين الأرمينيين المسيطرين على المنطقة والتي انفصلت عن أذربيجان بعد معارك عنيفة.

ويقول الانفصاليون المدعومون سياسيا واقتصاديا وعسكريا من أرمينيا، إن أذربيجان هي التي اعتدت بهدف استعادة السيطرة على المنطقة التي أسفرت المعارك فيها عن مقتل أكثر من 30 ألف شخص بين عامي 1988 و1994.

وفي الفترة اللاحقة، شهدت المنطقة الانفصالية، غير المعترف بها دوليا، اشتباكات متقطّعة بين الجانبين، بقيت خلالها تحت سيطرة الانفصاليين.

وتقول أوليسيا فارتانيان من المجموعة الدولية للأزمات، إن السبب الأساسي لتجدد الاشتباكات هو غياب الوساطة الدولية، على الرغم من اندلاع مواجهات دامية في يوليوز، ليس في قره باغ بل على الحدود الرسمية بين أرمينيا وأذربيجان.

وتضيف فارتانيان: “جيّش القتال في يوليوز النفوس وصدرت (في البلدين) دعوات للحرب، للأسف لم يتم احتواؤها بوساطة دولية”.

2 – استعداد الطرفين لخوض الحرب

ترافق استئناف الأعمال العدائية الأحد مع تعزيز للقوة النارية، وقد نفّذت أذربيجان غارات جوية، ونشرت دبابات ومدافع وقالت إنها استعادت السيطرة على بعض المواقع.

وتقول فارتانيان “نشهد تحركات منسّقة في مواقع عدة على الحدود، ومعسكرين مدرّبَين ومستعدَّين جيدا”.

ومن تبيلسي يقول المحلل جيلا فازادزه: “في العام 2016 تركّزت المعارك بشكل أساسي بين وحدات استطلاع. الآن هناك انخراط كامل (في المعارك) واستخدام للأسلحة الثقيلة”.

وتقول باكو إنها سيطرت على جبل إستراتيجي، وفي حال ثبت ذلك، سيجعل هذا الأمر مدينة ستيباناكرت، كبرى مدن المنطقة الانفصالية، في مرمى نيرانها.

لكن فازادزه يعتبر أن أيا من الطرفين لا يملك “الموارد الكافية” لخوض حرب “بهذا الحجم لفترة طويلة”.

3 – هل سيشهد النزاع تصعيدا؟

يقول فازادزه إن توغلا عسكريا في عمق أراضي أرمينيا أو أذربيجان، وليس الاشتباك الحدودي، هو ما يمكن أن يدفع موسكو أو أنقرة إلى التدخل.

يمكن لتركيا أن تدعم باكو بموجب الاتفاقات العسكرية المبرمة بين البلدين. في المقابل تُعتبر روسيا أكبر الحلفاء المقربين ليريفان التي يربطها بموسكو تحالف عسكري.

ويعتبر فازادزه أن “التدخل المباشر لن يفيد موسكو وأنقرة”، بل سيعرّض “الروابط الاقتصادية التي تجمع القوتين الإقليميتين” للخطر.

في المقابل تشير فارتانيان إلى تزايد دعم أنقرة لباكو، بدليل المناورات العسكرية المشتركة التي جرت في غشت، والتي كانت الأكبر على الإطلاق بين البلدين.

وتقول “بالإضافة إلى التسليح، لم تتّضح بعد ماهية الدعم الذي قد تقدّمه تركيا. خيارات كثيرة مطروحة على الطاولة”.

وتتّهم أرمينيا باكو بأنها تلقى دعما من مرتزقة مرتبطين بالقوات التركية المنتشرة في سوريا، خصوصا من خبراء عسكريين وموجّهي طائرات مسيّرة. كذلك تتّهم أذربيجان أرمينيا بنشر مرتزقة.

4 – الخيارات الدبلوماسية المتاحة

بحسب فارتانيان، وحدها مجموعة مينسك، هيئة الوساطة القائمة منذ العام 1992 والتي تضم فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، يمكنها تهدئة التوترات.

وتقول “على الدبلوماسيين أن يستأنفوا جولاتهم وأن يتحدّثوا مع الجانبين”.

لكن فازادزه يؤكد ضرورة “تعزيز التدخل” الأمريكي والأوروبي، إذ يعتقد أن لدى موسكو دوافع مبيّتة.

المصدر: الدارأف ب

زر الذهاب إلى الأعلى