وفاء لنهجها الذي رسمته منذ إنشائها، تعمل مجموعة رحال (العلامة المرجعية في مجال المطعمة بالمغرب)، على تجسيد مشروع طموح يروم الارتقاء بالمطبخ المغربي إلى مصاف “فن الطهي الفاخر القابل للتصدير”. هذا ما كشفه عنه كريم رحال رئيس مجموعة رحال، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء ..
المطبخ المغربي معترف به في جميع أنحاء العالم من قبل الخبراء والجمهور العريض .. ما الذي يتعين فعله كي يحصل المطبخ المغربي على مزيد من الإشعاع الدولي ؟
فيما يتعلق بالبعد الدولي لفن الطهي المغربي، يجب أن نكون أكثر قربا مما يجري في العالم، وذلك من أجل المضي أبعد في ما نقوم به .. هكذا يتحرك العالم في الوقت الراهن .. أنذاك ستبهر منتجات المطبخ المغربي أكثر الناس تذوقا في العالم .. يجب أن نكون أقرب إلى النكهات والأذواق المتفردة .. أكثر من ذلك، فإن المنافسة الدولية تفرض علينا اعتماد طرق خاصة في التعاطي مع هذا المجال .. منها استقرار المنتج، وحركته ، وقدرته على التكيف.
المنافسة تزداد شراسة على مستوى المشهد العالمي … هل مهنيو الطهي لدينا جاهزون لمواجهة هذا التحدي؟
بشأن هذا التحدي، أقول متأكدا من ذلك، ودون تردد، إن المطبخ المغربي، يوجد في الصدارة على المستوى العالمي، بل إنه يفوق المطبخ الفرنسي المتميز بعراقته .. وفي الوقت الراهن، حان الوقت كي يحتل فن الطهي المغربي المركز الأول في العالم من حيث عملية التصنيف. الأمر يتعلق دون شك بدعوة محقة، خاصة وأن المطبخ المغربي هو الأغنى والأكثر تنوعا، فضلا عن كونه متعدد الثقافات (أمازيغي، عربي، أندلسي، حساني، البحر الأبيض المتوسط).
وبناء عليه، فإن الطهي المغربي يتوفر على عدة خصائص تجعله متفردا أكثر من غيره.. فهو ليس مجرد تجميع بسيط لمجموعة من المكونات، ومن هنا جاءت العبارة الشهير بأن كل شخص يحب كسكس أمه! فنفس الوصفة، تحتوي على مذاقات مختلفة، وكل واحدة لاتقل جودة عن غيرها .
بأي طريقة تعتزمون المساهمة في تحقيق هذا الطموح ؟
في هذا الإطار بلورت مجموعة رحال مشروعا طموحا يتعلق بالارتقاء بالمطبخ المغربي إلى مصاف فن الطهي الفاخر، القابل للتصدير. وضمن هذا التوجه يشتغل مهنيو الطبخ التابعين لنا كل يوم، ويتألقون في أرقى المسابقات الدولية، لترسيخ المكانة الرفيعة (رقم 1) لفن الطهي المغربي بشكل لا يقبل الجدل.
نشتغل على تثبيت مجموعة من القواعد والوصفات، من أجل وضعها ضمن قوائم الموائد الرائدة على المستوى العالمي، مع سلسلة إمداد حقيقية. فدخول المغرب إلى نادي الطهي العالمي الرفيع، يتعين إدراجه في خانة التراث اللا مادي لبلدنا. منذ سنة 1970 شاركت مجموعة رحال في أزيد من 100 تظاهرة على المستوى العالمي، وذلك من أجل التعريف أكثر بأسرار وتفرد المطبخ المغربي.. وتمكن طباخونا من انتزاع مجموعة من الجوائز المتميزة (تسعة منها مرموقة ورفيعة).
ما هو المكان الذي يحتله الابتكار في استراتيجيتكم ؟
تواصل مجموعة رحال عملية الابتكار في مجال البحث وتقنيات الطهي الجديدة، لا سيما أنها وريث تراث كبير في المطبخ التقليدي ورائدة في خلق الحداثة في مغرب اليوم.
الأصالة والتوجه نحو المستقبل، هو الوجه الجديد لبلدنا.. مبتكرون ومهنيون قادرون على تصدير الخبرة التراثية والتقنية والدراية والابتكار.
الأمر لا يتعلق بشعار فحسب، بل بصرخة وشعور ينبعان من القلب.. رحال سيظل متمسكا ووفيا لشعاره ” المغرب أرض التعلق، والعالم أفق”.
المصدر: الدار– وم ع