فرنسا: من هو منفذ الاعتداء الذي استهدف أستاذا بقطع رأسه قرب باريس؟
تظل الكثير من الأسئلة تحيط بشخصية منفذ الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف الجمعة أستاذا بقطع رأسه بعد عرضه رسومات كاريكاتورية للنبي محمد على تلامذته. فهذا الشاب البالغ من العمر 18 عاما والذي قتلته الشرطة عند محاولة توقيفه، هو لاجئ شيشاني، يقول عنه جيرانه إنه كان “كتوما” و”غارقا في الدين” منذ ثلاث سنوات، و”كان وحيدا عموما” حسب قول إحدى جاراته.
من هو منفذ الجريمة الإرهابية البشعة التي ذهب ضحيتها الجمعة أستاذا بقطع رأسه؟ الجواب الأول الذي يصل إلى المسامع عند استفسار أحد جيرانه في حيه في إيفرو بضاحية باريس هو أنه: “كان وحيدا عموما”.
يتحدث جيران اللاجئ الشيشاني الذي قتل الجمعة أستاذا عرض رسوما كاريكاتورية للنبي محمد أمام تلاميذه في الفصل، عن شاب “كتوم” و”غارق في الدين” منذ نحو ثلاث سنوات.
غداة الهجوم الذي وقع في “كونفلان سانت أونورين” قرب العاصمة الفرنسية، وبعد عمليات تفتيش أجرتها الشرطة في منزل عائلة ع أ، كان الهدوء يسود في حي لامدلين، في الشوارع المحاذية لسجن إيفرو.
قطع منفذ الاعتداء رأس أستاذ التاريخ والجغرافيا ورب الأسرة صامويل باتي البالغ 47 عاما، في شارع قرب المدرسة التي يدرس فيها في “كونفلان سانت أونورين” قرابة الساعة 17,00 ت. غ.، بينما كان الأخير عائدا إلى منزله. ولقي المهاجم حتفه على يد الشرطة بعد وقت قصير.
أمام المبنى ذي الأربعة طوابق حيث كان يعيش اللاجئ البالغ 18 عاما، يعبر أطفال بدراجاتهم، يخرج آخرون لشراء حاجيات أو للنزهة رفقة كلابهم. أما في الطابق الأول حيث مسكن العائلة، فالنوافذ مغلقة نصفيا.
في الليل داهمت الشرطة وعناصر مديرية مكافحة الإرهاب الشقة. ويقول مصدر أمني إن العمليات خلصت إلى توقيف والدي الشاب وجده وشقيقه الصغير “من دون صدامات”.
“أنا مصدوم”
جار أربعيني لم يرغب في ذكر هويته، يقول “أنا مصدوم”. ويضيف “نحن جيران لكننا لا نعرف عن حيوات بعضنا، فهنا تقتصر الأمور على ‘صباح الخير إلى اللقاء‘”.
ويتابع “إنه مكان هادئ، ليس المكان سيء السمعة في حي لامدلين (…) إنه مكان للعائلات، لا ضجيج، وهو على هذه الحال طيلة الوقت”.
نفس الشعور تكون لدى ألبير الأربعيني الذي يقطن شقة في مكان غير بعيد يقول: “أجهل ما حدث في عقل هذا الصبي”.
ويضيف “أنا مصدوم، لم أكن لأتخيل ذلك (…) أن يحدث أمر على علاقة بالدين، إن الأمر غريب جدا، لأن الجميع هادئ هنا”.
صوفيا ذات الـ23 عاما، الجالسة إلى جانب صديقة عند أدراج مبنى غير بعيد، تروي المزيد: “كنت أراه ولكن نادرا، كنت أرى أشقاءه الأصغر سنا أكثر”.
وتضيف “رأته أمي قبل ثلاثة أو أربعة أيام، كان وحيدا وهو كان كذلك عموما. من النادر أن يختلط بالآخرين”، مشيرة إلى أن العائلة “كتومة” جدا.
“توقف عن الخروج كثيرا”
عُرف الشاب بارتكابه مخالفات قانونية، ولكنه كان مجهولا لدى أجهزة الاستخبارات في ملفات التطرف.
ويقول مسؤول محلي منتخب إنّه: “كان شابا بلا مشاكل”، مضيفا أنه درس في إيفرو “حتى الثانوية ولم تظهر عليه علامات تطرف”، نافيا “وجود متاعب مع هذه العائلة”.
شاب آخر جالس خلف مقود سيارته بسترة سوداء وغطاء رأس رمادي، يصف جاره الذي كان معه في المدرسة نفسها بأنه “توقف عن الخروج كثيرا”.
ويوضح: “في السابق كان منخرطا في مشاجرات، لكن في العامين أو الأعوام الثلاثة الأخيرة هدأ كثيرا” و”غرق في الدين”. ويقول “كان يصلي، لا يخرج كثيرا ويتحدث بتهذيب”.
جالية “لا تطرح مشاكل خاصة”
من جهة أخرى، يوضح مصدر في الشرطة أنّ “حي لامدلين عبارة عن مدينة (مصغرة) تعاني من الانحرافات، التطرف، تجارة المخدرات”. غير أن الجالية الشيشانية المقدرة بنحو 200 شخص في لامدلين من أصل 12 ألف ساكن، “لا تطرح مشاكل خاصة”.
إلا أنّ هذه الجالية صارت تخشى في الوقت الحالي من أن تكون ضحية للتشهير والوصم عقب الاعتداء.
ويقول شاب في الحي “ليس كلّ الشيشانيين بإرهابيين”، مضيفا “لا أعرف ما حصل معه، لابد أنه جرى استغلاله أو شاهد فيديوهات كثيرة، ولكن لا علاقة لذلك بجاليتنا”.
المصدر: الدار– أف ب