أوروبا تفرض قيودا جديدة لاحتواء كوفيد-19 وسط غضب متزايد بين سكانها
شددت ألمانيا الاثنين القيود الرامية للحد من تفشي كورونا المستجد في أوروبا والتي تثير غضب سكان في أنحاء القارة، بينما تزداد حدة أزمة كوفيد-19 في الولايات المتحدة.
وأصاب الوباء أكثر من 46 مليون شخص في أنحاء العالم وتسبب بما يقرب من 1,2 مليون وفاة، بينما يثير التفشي الخطير لكوفيد-19 في أوروبا والولايات المتحدة المزيد من القلق حيال وضع الاقتصاد العالمي المتدهور أساسا.
وفي مسعى للسيطرة على ارتفاع عدد الإصابات في ألمانيا، أمرت المستشارة أنغيلا ميركل بفرض سلسلة تدابير إغلاق اعتبارا من الاثنين وحتى نهاية الشهر.
وبينما لن يجبر سكان ألمانيا على التزام منازلهم، إلا أنه سيكون على الحانات والمقاهي والمطاعم والمسارح ودور الأوبرا وصالات السينما إغلاق أبوابها.
وبدا الحزن واضحا في دار أوبرا بافاريا الوطنية في ميونيخ بينما كانت تستعد للإغلاق.
وقال المغني مايكل ناغي الذي لم يتمكن من إخفاء دموعه إنها “صفعة”.
وأما انكلترا فتستعد لتدابير عزل منزلي جديدة على خطى النمسا وفرنسا وإيرلندا. وأعرب كثيرون عن قلقهم حيال الكلفة الاقتصادية للإغلاق الذي يستمر أربعة أسابيع ويدخل حيّز التنفيذ الخميس.
كما من المقرر أن يبدأ تشديد قواعد الإغلاق الاثنين في بلجيكا، التي تسجّل عالميا أكبر عدد من الإصابات بكوفيد-19 نسبة لعدد سكانها. وفرضت البرتغال كذلك إغلاقا جزئيا يبدأ تطبيقه الأربعاء.
وفي فرنسا، قال رئيس الوزراء جان كاستيكس إنه سيمنع متاجر التسوق من بيع منتجات “غير أساسية” اعتبارا من الثلاثاء لحماية أصحاب المتاجر الصغيرة الذين أجبروا على إغلاق أبواب محلاتهم.
وفرضت إسبانيا بدورها حظر تجول ليليا بينما طبّقت جميع مناطقها تقريبا إغلاقا للحدود الإقليمية لمنع التنقل لمسافات بعيدة.
ويتوقع أيضا بأن تعلن الحكومة الإيطالية عن قيود جديدة الاثنين، بحسب تقارير إعلامية، في وقت يطالب وزير الصحة بإغلاق على مستوى البلاد.
– غضب واحتجاجات –
وبدا التهديد الذي يشكله الفيروس أكثر وضوحا الأحد مع إعلان مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أنه وضع نفسه في الحجر الصحي جرّاء مخالطته شخصا أظهرَ نتيجةً إيجابيّة لفحص كوفيد-19.
وكتب على تويتر “أنا بخير ولم تظهر (عليّ) أيّ أعراض. لكن سأعزل نفسي خلال الأيّام المقبلة، تماشياً مع بروتوكولات منظّمة الصحّة العالميّة، وسأعمل من المنزل”.
لكن التشديد المتواصل للقواعد والقيود المرتبطة بالفيروس أثار حفيظة الأشخاص الذين أنهكهم العزل الصحي وكلفته الاقتصادية الباهظة.
وأدى هذه الغضب إلى احتجاجات في مناطق عديدة حول العالم، خصوصا أوروبا، حيث وقعت مواجهات مع قوات الأمن في بعض الأحيان.
وجرت مواجهات بين متظاهرين وعناصر أمن في عدة مدن إسبانية لليلة الثانية على التوالي السبت، بحسب الشرطة، تخللتها عمليات تخريب ونهب في بعض المناطق.
كذلك وقعت أعمال عنف في عدة مدن إيطالية، كما في العاصمة التشيكية براغ مؤخرا.
ولم تقتصر الاضطرابات الناجمة عن قيود احتواء الفيروس على أوروبا، فاندلعت أعمال شغب السبت في عدة سجون أرجنتينية حيث طالب السجناء باستئناف الزيارات خلال الوباء.
– “ألم كبير” –
في الأثناء، يتدهور الوضع الصحي كذلك في الولايات المتحدة التي تستعد للانتخابات الرئاسية الثلاثاء.
وتعد الولايات المتحدة البلد الأكثر تضررا جرّاء الفيروس في العالم مع حصيلة تصل إلى 9,2 ملايين إصابة وأكثر من 230 ألف وفاة ، وشكل الوباء محور النقاش خلال الحملة الانتخابية. وفي ظل ارتفاع عدد الإصابات مجددا، حذّر الخبراء من مزيد من التداعيات المدمرة للوباء.
وقال مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية وعضو الخلية الحكومية لمكافحة فيروس كورونا المستجد أنطوني فاوتشي في مقابلة أجرتها معه صحيفة “واشنطن بوست” إن الولايات المتحدة مقبلة على “ألم كبير”.
أما في المكسيك، فأُلغيت الاحتفالات وأغلقت المقابر الأحد بمناسبة “عيد الموتى” الذي يضع خلاله الناس عادة الزهور والشموع والجماجم الملوّنة في منازلهم وفي الشوارع وعلى قبور أقاربهم.
واستذكر كثيرون الأشخاص الذين توفوا في منازلهم جرّاء الوباء بينما حضّت السلطات الناس على تجنّب التجمّعات.
وبينما وضعت جانيت بورغوس قصاصات الورق الملوّن والفاكهة وصورة لوالدتها روزا ماريا التي توفيت في يونيو عن 64 عاما جرّاء الاشتباه بإصابتها بكوفيد-19، قالت “الآن بدأت أرى حقيقة ما يمثّله عيد الموتى”.
المصدر: الدار- أف ب