بايدن يصل واشنطن قبيل تنصيبه وترامب يدعو للصلاة من أجل نجاح الإدارة الجديدة
تتهيأ واشنطن الأربعاء لتنصيب جو بايدن رئيسا جديدا للولايات المتحدة. وفور وصوله الثلاثاء إليها، بعد مغادرة مقر إقامته في ولاية ديلاوير، أحيا بايدن ذكرى 400 ألف أمريكي حصد أرواحهم فيروس كورونا، وذلك خلال حفل قصير أقيم أسفل نُصب أبراهام لنكولن التذكاري. من جهته، دعا الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، في تسجيل فيديو سيبثّ لاحقا، إلى الصلاة من أجل الإدارة الجديدة “لتنجح في إبقاء أمريكا آمنة ومزدهرة”.
وصل الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى واشنطن الثلاثاء عشية تنصيبه، في حين تمنّى الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي لن يحضر المراسم التوفيق للإدارة الجديدة.
ولم يتمكّن بايدن من حبس دموعه خلال كلمة ألقاها قبل مغادرته ويلمينغتون، مقر إقامته في ولاية ديلاوير، حيث حيّا ذكرى ابنه الراحل بو قبيل توجّهه إلى واشنطن. وقال بايدن “اعذروني لتأثري، عندما سأموت ستكون ديلاوير محفورة في قلبي”، مضيفا “أمر واحد يؤسفني، هو أنه ليس هنا، لأنه كان من المفترض أن نكون نحن من يقدّمه بصفته رئيسا”.
وفور وصوله إلى واشنطن، أحيا بايدن ذكرى 400 ألف أمريكي حصد أرواحهم لغاية اليوم فيروس كورونا المستجدّ، وذلك خلال حفل قصير أقيم أسفل نُصب أبراهام لنكولن التذكاري عشيّة تولّي الرئيس السادس والأربعين للولايات المتّحدة السلطة.
وأشار بايدن إلى أنّه “من أجل أن نُشفى، يجب أن نتذكّر. من الصعب أحياناً أن نتذكّر، لكن هذه هي الطريقة التي نُشفى بها”.
وأضاف في كلمة مقتضبة للغاية “لهذا السبب نحن هنا اليوم”، في حين أضيئت خلفه حول بركة الماء الضخمة الواقعة أسفل النصب في ساحة “ناشونال مول” 400 شمعة إحياءً لذكرى الأمريكيين الـ400 ألف الذين راحوا ضحايا الفيروس الفتّاك.
ترامب يدعو للصلاة للإدارة الجديدة
لكنّ ترامب، الذي لم يسجّل له أي ظهور علني منذ أسبوع، كسر صمته غير المعتاد بتسجيل فيديو قال البيت الأبيض إنه سيبثّ لاحقاً.
وقال الرئيس المنتهية ولايته بحسب مقتطفات من الخطاب “هذا الأسبوع، سيتم تنصيب إدارة جديدة ونحن نصلّي من أجل أن تنجح في إبقاء أمريكا آمنة ومزدهرة”.
وإلى الآن لم يهنّئ ترامب بايدن بفوزه بالرئاسة ولم يتمنَّ له التوفيق ولم يدعه إلى البيت الأبيض.
ومن الخطوات الأخيرة التي يتوقّع أن يتّخذها قبل التوجّه إلى فلوريدا من قاعدة آندروز الجوية صباح الأربعاء، إصدار قرارات عفو تكثر التكهّنات حول هويات المستفيدين المحتملين منها. ولا تدلّ المؤشرات الأخيرة على إمكان إصداره عفواً استباقياً عن نفسه أو عن أولاده.
تحضيرات حفل التنصيب
وخارج سياج البيت الأبيض تبدو العاصمة الأمريكية أشبه بحصن منيع قبيل مراسم تنصيب بايدن، مع انتشار مكثّف لقوات الحرس الوطني وغياب شبه تام للمارة.
وبسبب جائحة كوفيد-19 يتوقّع ألا تشهد مراسم التنصيب التي ستقام ظهر الأربعاء حضورا حاشدا. لكن تسود مخاوف من هجمات لليمين المتطرف بعدما اقتحم أنصار لترامب مقر الكونغرس في السادس من كانون الثاني/يناير ما استدعى نشر أعداد غير مسبوقة من القوات المسلّحة، والحواجز الإسمنتية وتقسيم المنطقة إلى نطاقين “أخضر” و”أحمر”.
وامتلأت المساحات العشبية في متنزه ناشونال مول بنحو مئتي ألف علم أمريكي ستمثل الحشود التي تحضر عادة مراسم تنصيب الرؤساء.
وينتشر في واشنطن 20 ألف عنصر من الحرس الوطني، كثر من بينهم مزوّدون بأسلحة آلية وبكامل عتادهم.
وفي مؤشّر يدلّ على مدى التوتر القائم في العاصمة منذ اقتحام أنصار ترامب مقر الكونغرس، أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي أنه يدقّق في سيَر العناصر الذين سيكونون منتشرين الأربعاء.
وسيستغرق خطاب القسَم ما بين 20 و30 دقيقة، وفق مصدر مطّلع على سير التحضيرات، وهو “سيمد اليد لكل الأمريكيين وسيدعو كل مواطن للعب دور في التصدي للتحديات الاستثنائية التي نواجهها جميعا”.
وفي خطوة ترمز إلى روحية جديدة في قيادة البلاد، دعا بايدن زعماء الكونغرس الجمهوريين والديمقراطيين إلى المشاركة معه في صلاة صباح الأربعاء في واشنطن قبل حفل تنصيبه.
ووافق زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الذي كان حتى الآونة الأخيرة أحد أقرب حلفاء ترامب، على المشاركة في هذه الصلاة في كاتدرائية القديس متى، وفق ما مصدر مطّلع على جدول أعماله.
من سيتمتع بعفو ترامب؟
وتبقى مهمة ترامب الأساسية غير المنجزة بعد، قائمة الأشخاص الذين يتوقّع أن يصدر عفوا عنهم. فبحسب شبكة “سي.أن.أن” الإخبارية وغيرها من وسائل الإعلام الأمريكية أعد ترامب قائمة تضم مئة شخص يعتزم العفو عنهم.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن جهودا حثيثة بذلت لتضمين القائمة مزيجا من أسماء موظفين ارتكبوا مخالفات وشخصيات يدافع عن قضاياها نشطاء حقوقيون.
ومن أكثر الأسماء المطروحة إثارة للجدل إدوارد سنودن، الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية والملاحق قضائيا في بلاده بتهمة تسريب تفاصيل برنامج تجسّس، وجوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، وستيفن بانون، مستشار ترامب.
وتفيد آخر التقارير أنّ ترامب لن يأخذ قراراً استباقياً بالعفو عن نفسه.
ومن شأن اتخاذه قرارا من هذا النوع أن يفاقم الغضب المتصاعد في صفوف أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ كان تأييدهم له تاما في السباق، في خضم التحضيرات للمحاكمة الرامية لعزله.
وعلى الرغم من تبرئته بسهولة في مجلس الشيوخ بعد توجيه الاتهام له لأول مرة في مجلس النواب، تبدو محاولة العزل الثانية أكثر خطورة بالنسبة له.
المصدر: الدار– أف ب