الباحثة المثيرة للجدل لمرابط: صيام رمضان اختيار شخصي وأدعم إمامة المرأة للمصلين
الدار / خاص
قالت أسماء لمرابط، الباحثة في قضايا الإسلام، إنها تتفهم اغلاق المساجد في المغرب خلال صلاة التراويح بسبب تفشي فيروس كورونا، خصوصا وأن الاقبال يكون كبيرا على المساجد في رمضان”.
وتابعت في حوار مع مجلة “تيل كيل” بالفرنسية:” أتفهم أيضًا امتعاض المواطنين من قرار اغلاق المساجد”، مؤكدة أنه لم تكن تضيع أداء صلاة التراويح عندما كانت مستقرة في المغرب قبل الالتحاق بزوجها السفير في جنوب افريقيا، بالنظر الى الأجواء الروحية المميزة التي تسم شهر رمضان مقارنة بباقي أشهر السنة”، قائلة ان “أداء صلاة التراويح ليست فرضا واجبا”.
وبخصوص تجدد المطالب بإلغاء الفصل 222 من القانون الجنائي، القاضي بمعاقبة المجاهرين بالإفطار في نهار شهر رمضان، قالت أسماء لمرابط :” إنه نفس النقاش الذي يستجد كل سنة. لم نستوعب بعد أن الأمر لا يتعلق بنقاش ديني، بقدرما هو نقاش ايديولوجي. من الواضح اليوم أن النقاش حول الموضوع نقاش حول الهوية: هناك من لهم حساسية تجاه مسألة الهوية، والذين يعتبرون الإفطار في رمضان استفزازًا تجاه هويتهم، حتى لو كان بعضهم لا يصلي الا في شهر رمضان فقط … والآخرون، لا يخرجون إلا في شهر رمضان لاستفزاز الناس، و لا أعتقد أن هذا حل جيد”.
وأردفت قائلة :” لكنني أؤيد حرية الاختيار، وحتى علماء الدين يقولون ذلك: الصوم حرية، لنا الحق في أن نصوم أو لا نصوم، والذي يزعج هو القيام به في الأماكن العمومية. وهذا هو موطن النقاش: ما هو الفضاء العام الذي نريده للمغرب اليوم؟ هذا ما يجب مناقشته، ولكن بطريقة متزنة. يجب أيضًا الاعتراف بأن هناك نوعًا من النفاق الأخلاقي”.
وعلاقة بإمامة كهينة بهول للمصلين في فرنسا كـ”أول امرأة “امام” فرنسية، أوضحت أسماء لمرابط أن “المرأة لها مكانتها في كل مناحي الدين”، مشيرة الى أن ” هذا نقاش ديني قديم أثيرا في القرنين العاشر والحادي عشر عندما تحدث عنه العلماء”، مؤكدة أن ” هناك مجموعة متنوعة من التفسيرات، بعضها يمنع امامة المرأة في الصلاة، والبعض الأخر يسمح بذلك”.
وتابعت:” اليوم، هذا التحريم وهذه الطريقة في رؤية الأشياء موجودة لأننا في جهل ديني كبير. فلا تلوموا الناس الذين صُدموا برؤية امرأة “إمام” للمصلين، لأنهم لم يتعلموا تعدد التفسيرات الدينية وتجاهلنا إصلاح التعليم الديني”.
وشددت على أن ” المعيار الوحيد للإمامة هو المعرفة الدقيقة بالقرآن”، مضيفة :” امامة المرأة للمصلين في الصلاة اختيار شرعي أؤيده، لكنني أفهم أنه في المغرب، لا يزال هذا غير وارد لأن المهمة كان يهيمن عليها الرجال لقرون. لكن التاريخ أثبت لنا أن أي شيء يمكن أن يتغير، والدليل هو من كان يظن، قبل عشرين عامًا فقط، أننا سنقبل نساء لتولي مهمة “عدول” في المغرب؟ لا أحد، إذن فالأمر أشبه بالنقاش المثار اليوم في موضوع إمامة المرأة.