فيروس كورونا: استمرار رفع القيود في أوروبا وسط شكوك حول مواصلة استخدام لقاح أسترازينيكا
مع استمرار رفع القيود المرتبطة بفيروس كورونا في أوروبا، بدأ سكان عدد من دول القارة في التمتع بنسائم حرية الخروج والتنقل، وفي مقدمتها إسبانيا التي أنهت الأحد حالة الطوارئ. في المقابل، مازالت استراتيجية هذه الدول في تطعيم سكانها ضد الفيروس غير واضحة المعالم في ظل إعلان دول القارة عدم تجديد طلباتها من لقاح أسترازينيكا مع استمرار المخاوف من آثاره الجانبية.
بدأ سكان أوروبا وخصوصا في إسبانيا، في استرجاع نسق “الحياة الطبيعية” فيما لا تزال الشكوك تحوم حول استراتيجيتها في حملات التلقيح ضد فيروس كورونا بعد إعلانها عدم تجديد طلبياتها من لقاح أسترازينيكا.
ولم يجدد الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن عقده للحصول على مزيد من جرعات لقاح أسترازينيكا لفترة ما بعد يونيو، على ما أعلن الأحد المفوض الأوروبي تييري بروتون.
وبهذا التصريح، ترك المسؤول الأوروبي الشكوك تحوم حول ما إذا كان هذا القرار يعني رفضاً نهائياً للقاح أسترازينيكا. وقال “لم ينته الأمر بعد، انتظروا” مضيفاً “لقد بدأنا” تجديد العقود مع فايزر/بايونتيك لكن “سيكون لدينا (عقود) أخرى”.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين السبت إبرام عقد جديد لشراء ما يصل إلى 1,8 مليار جرعة من لقاح فايزر/بايونتيك. وأضافت أن “عقودا أخرى وتقنيات أخرى ستلي”.
وينصّ العقد مع المختبرين الألماني والأمريكي المتحالفين في إنتاج اللقاح، على عمليات تسليم اعتبارا من هذا العام وصولا إلى العام 2023.
وزاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من حالة انعدام اليقين عند طرح الصحافة سؤالا عليه حول مصير العقد الأوروبي مع أسترازينيكا. فقال خلال افتتاح المؤتمر حول مستقبل أوروبا في ستراسبورغ إن لقاح أسترازينيكا “سيساعدنا في الخروج من الأزمة”.
وأضاف “لكن للاستجابة للنسخ المتحورة من الفيروس، نرى أن ثمة لقاحات أخرى اليوم أكثر فعالية” مشيراً إلى “البراغماتية” التي لطالما أثبتها الاتحاد الأوروبي في مسألة اللقاحات.
ويتوجه خبراء من وكالة الأدوية الأوروبية من جهتهم الاثنين إلى روسيا، لتفقّد مصانع لقاح سبوتنيك-في الذي لم يُرخّص له بعد في الاتحاد الأوروبي رغم أن المجر بدأت باستخدامه.
رياح الحرية
في وقت تتكثف فيه حملات التلقيح، بدأت دول أوروبية عدة في نهاية الأسبوع الفائت رفع بعض القيود المفروضة منذ أشهر على أمل احتواء أعداد الإصابات.
وهبت رياح الحرية الأحد مع إنهاء حال الطوارئ الصحية في إسبانيا، حيث بات بإمكان السكان أخيرا الخروج من مناطقهم أو التجمع في الشارع مساء.
في مدن عدة في البلاد، علت الهتافات والتصفيق والموسيقى عند منتصف ليل السبت الأحد موعد انتهاء القيود المفروضة منذ أكتوبر ورفع حظر التجوّل في معظم المناطق.
وقال أوريول كوربيلا (28 عاماً) الذي خرج إلى شوارع برشلونة (شمال شرق) على غرار مئات الشباب، “يبدو وكأننا في عيد رأس السنة”. وأضاف “نستعيد بعضاً من الحياة الطبيعية والحرية، لكن يجب أن نبقي في أذهاننا أن الفيروس لا يزال موجوداً”.
في بريطانيا، يُتوقع أن يؤكد رئيس الوزراء بوريس جونسون الاثنين تخفيف القيود المرتبطة بالوباء، مستنداً إلى تحسن الوضع الصحي، وفق ما أعلن مكتبه الإعلامي الأحد.
في ألمانيا، بات أكثر من سبعة ملايين شخص تلقوا اللقاح، يستفيدون من تخفيف القيود الصحية الصارمة.
وسيسمح لهم هذا الأمر بالتجمع وبالدخول إلى أي متجر كان بدون تقديم فحص سلبي، كما هي الحال في الوقت الراهن لسائر المواطنين، باستثناء المتاجر التي تُعتبر “أساسية” مثل متاجر الأغذية والصيدليات.
في مدن عدة في منطقة بافاريا في جنوب ألمانيا، تفتح الحانات والمطاعم باحاتها الخارجية الاثنين. وكذلك في ميلانو في شمال إيطاليا، يعيد مسرح “لا سكالا” فتح أبوابه أمام الجمهور الاثنين.
وتُعيد جزيرة قبرص المتوسطية فتح حدودها الاثنين أمام السياح الملقّحين الوافدين من 65 بلداً.
المصدر: الدار- أف ب