جامعي يرصد تأثير اطلاق خط جوي الداخلة-باريس على موقف فرنسا من مغربية الصحراء
الدار- خاص
أعلنت الخطوط الملكية المغربية “لارام” إطلاق خط جوي يربط أوروبا بمدينة الداخلة في الاقاليم الجنوبية المغربية، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات المغربية الفرنسية.
وأشارت شركة الخطوط الملكية الجوية، في بلاغ لها، أنها ستقوم لأول مرة في تاريخها بالربط الجوي المباشر بين مدينة الداخلة والقارة الأوربية عبر رحلة من وإلى مدينة باريس الفرنسية لا تتجاوز مدتها 4 ساعات ونصف.
وفي هذا الصدد، قال عبد الواحد أولاد مولود، باحث في العلاقات الدولية متخصص في الشأن الأمني لشمال إفريقيا، ان اطلاق هذا الخط الجوي يعد قيمة مضافة بالنسبة لملف الوحدة الترابية للمغرب، نظرا لما تعرفه الأقاليم الجنوبية للمملكة من زخم اقتصادي وتنموي واطلاق مشاريع كبرى على غرار ربط الطريق السيار أكادير تزنيت الداخلة، و أيضا إرساء ميناء الداخلة المتوسط، فضلا عن مشاريع لإعمار معبر “الكركرات” و”المحبس”.
وأضاف عبد الواحد أولاد مولود في حديث لموقع “الدار”، أن ” هذا الخط الجوي الجديد بين الداخلة وباريس، يعد تحصيل حاصل نظرا لأن فرنسا ما فتئت تدعم مبادرة الحكم الذاتي لحل النزاع المصطنع حول مغربية الصحراء، كما يؤكد على ذلك عدد من المسؤولين الفرنسيين رفيعي المستوى، في عدة مناسبات”.
وأوضح الباحث الجامعي في العلاقات الدولية أن ” إطلاق هذا الخط الجوي، يؤكد كذلك، أن المغرب حر في إرساء خطوط جوية انطلاقا من المطارات المغربية التي يشاء، ومنها مطارات أقاليمنا الجنوبية، وفي ذلك تأكيد من المملكة على أنها لن تتخلى عن شبر واحد من ترابها، فضلا عن أن الخط يكرس الموقف الفرنسي الداعم لقضية الوحدة الترابية داخل ردهات مجلس الأمن الدولي”.
واعتبر الدكتور عبد الواحد أولاد مولود أن ” تعاطي الدبلوماسية الفرنسية مع ملف الصحراء يمكن تصنيفه ضمن خانة المنظور الإيجابي لقضية الصحراء نظرا للعلاقات المتينة التي تربط بين الرباط وباريس، ولكون المغرب حليف استراتيجي لفرنسا في منطقة شمال افريقيا، بالإضافة الى أن فرنسا بالنسبة للمغرب من الدول الحليفة التي يعول عليها على مستوى الاتحاد الأوربي”.
وأبرز ذات المتحدث أن ” الإرث الاستعماري في العلاقات المغربية- الفرنسية حتم على باريس ان تتعامل مع الرباط في ملف الوحدة الترابية بموقف داعم على مستوى أوربا بالخصوص، و على المستوى الدولي بصفة عامة، حيث كان الحزم الفرنسي كان دوره هو إعادة القضية الى السكة الحقيقية، و فرنسا دوما في المنتديات والملتقيات الرسمية وعير الرسمية كان المسؤوليين الفرنسين يدعمون على ان الحكم الذاتي هو الحل السياسي الواقعي لحل هذا النزاع المصطنع حول مغربية الصحراء”.
وشدد الدكتور عبد الواحد أولاد مولود، على أن “فرنسا فطنت الى تورط الجزائر في عرقلة الحل النهائي لنزاع الصحراء المغربية، وأن حل هذا النزاع سيعزز الأمن والاستقرار منطقة الساحل والصحراء، وأن استحالة نشأة دولة سادسة على مستوى شمال افريقيا، في إشارة الى جبهة البوليساريو الانفصالية.
وأكد المتحدث ذاته أن ” السياسية الفرنسية في شمال افريقيا ومنطقة وافريقيا جنوب الصحراء حصدت مجموعة من التراكمات، واستوعبت باريس أن انعدام الاستقرار في منطقة الساحل جنوب الصحراء يكلف القوات الفرنسية خسائر باهظة، خاصة على المستوى الاقتصادي، والسياسي، والأمني، على غرار الأوضاع التي شهدها شمال مالي، وتعامل فرنسا مع الوضع هناك”.
وأبرز الباحث الجامعي في الشأن الأمني لشمال افريقيا، أنه ” أمام هذه المعطيات يستحيل على فرنسا أن تدعم الطرح الانفصالي في شمال افريقيا، الذي يمكن أن تكون له انعكاسات وخيمة على مستوى شمال افريقيا و منطقة المتوسط، وبالتالي فان الأجندة الفرنسية في المنطقة واضحة، وهي الاستمرار في دعم مبادرة الحكم الذاتي”، مشيرا الى أن ” الدبلوماسية الفرنسية تنتظر الفرصة للإعلان بشكل صريح عن دعمها لمغربية الصحراء على غرار ما قامت به الولايات المتحدة، ولما لا إرساء قنصلية بالأقاليم الجنوبية للمملكة”.