أخبار الدارسلايدر

الجزائر تدخل نادي الأنظمة سيئة السمعة نكاية في المغرب

الدار/ افتتاحية

الموقف المخزي للجزائر في اجتماع البرلمان العربي برفضها دعم قرار هذه المؤسسة في مناصرة المغرب من أجل استرجاع سبتة ومليلية المحتلتين يؤكد بالملموس وبشكل قاطع ونهائي أن العداء المجاني والحقد التاريخي نحو المغرب هو الذي يحكم عقلية الجنرالات هناك. هذا الموقف الذي اتخذه البرلمان العربي لا يتعلق بقضية الصحراء المغربية حتى نقول إن الجزائر عبرت عن موقف تقليدي تدعم فيه الانفصال بادعاءاتها المعتادة حول تأييد حق الشعوب في تقرير المصير، إننا نتحدث عن ثغرين مغربيين يعتبران جزء من تراب المغرب وإفريقيا ومع ذلك فقد قررت الجزائر أن تصطف في صف الاستعمار والإمبريالية فقط نكاية في المغرب.

هذا الموقف الخارج عن الإجماع العربي الطبيعي في قضية مثل هذه يُظهر المستوى الذي بلغته القيادات في الجزائر فيما يخص معاداة المغرب، ومحاولة تعطيل مسيرته في استكمال وحدته الترابية، بل والسعي لمناصرة أعدائه أينما كانوا حتى ولو بعيدا عن حدود الجزائر. والظاهر أن الجزائر مستعدة لأن تدفع أي ثمن سياسي أو رمزي مهما كان باهظا فقط من أجل تحدي المغرب. حتى ولو تطلب الأمر الاصطفاف في صف الدول العربية المارقة الخاضعة لسيطرة إيران. الجزائر لا مشكلة لديها في أن تضع نفسها في خانة هذه الأنظمة السيئة السمعة مادام الهدف هو إحراج المغرب ومنع استفادته من الدعم السياسي العربي الهام في مثل هذه اللحظة التاريخية.

والتاريخ يسجل عموما ما تفعله الجزائر وما تتخذه من مواقف. وللمفارقة المؤلمة نسي الجزائريون كم من بادرة دعم قدمها المغرب لمناصرة الثورة الجزائرية في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات، وكم جولة ولقاء قاده أعضاء الحركة الوطنية المغربية من أمثال المهدي بنبركة وعلال الفاسي في العالم العربي وفي منتديات دول عدم الانحياز لانتزاع التأييد للجزائر من أجل الاستقلال. شتان بين تلك المساعي وهذا المقترف الجديد الذي أقدم عليه جنرالات الجزائر.

قبل أيام أفرز قائد العسكر في الجزائر كل أحقاده ضده المغرب في منتدى سياسي منعقد بروسيا، وكاد يبكي وهو يشتكي من الجار المغربي كمن يحرض العالم على المغرب. لقد بدا وهو يتحدث عن الجار كمن يتحدث عن دولة مارقة تعتدي على جيرانها وتقتطع من أراضيهم، ولا تتوقف عن ممارسة العدوان عليهم. تجاوز شنقريحة كل أعطاب المنطقة من فساد وإرهاب وتهريب وعدم استقرار، وحاول أن يظهر بلادنا كأنها السبب الرئيسي في كل مشكلات العالم، ولم يبق أمامه إلا أن يتهم المغرب بالتسبب في ثقب الأوزون. هذا الخطاب الاتهامي هو العملة الوحيدة التي يمتلكها النظام الجزائري اليوم ولهذا فإن كل ما يقوي الموقف المغربي ويدعمه في مختلف علاقاته الخارجية مع إسبانيا أو أوربا أو إفريقيا تحاول الجزائر بكل ما هو متاح لها أن تسقطه وتعترض عليه.

لقد بلغ نظام العسكر في الجزائر مبلغا كبيرا في الانتحار السياسي على الصعيد العربي. كيف سيبرر الجزائريون التحاقهم بحلف إيران وأتباعها في قضية من قضايا تصفية الاستعمار التي لا يختلف حولها عربيان؟ لقد بذلت الدول العربية الشقيقة كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية جهودا تنسيق وبلورة لموقف عربي تاريخي وموحد في مواجهة بلد استعماري كإسبانيا، لكن الجزائر كشفت عن وجهها الحقيقي الذي يدفعها اليوم إلى إعلان التقارب والتحالف مع ملالي إيران ولبنان، وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك العلاقات التي تم رصدها قبل فترة بين ميليشيات حزب الله وميليشيات البوليساريو.

زر الذهاب إلى الأعلى