مصطفى الكاظمي..جهود سياسي محنك لإعادة العراق الى بيته العربي
الدار/ خاص
قبيل جلسة البرلمان العراقي المقررة يوم الأحد المقبل، تشير كل المؤشرات الى أن رئيس الوزراء العراقي الحالي، مصطفى الكاظمي، يسير نحو الفوز بولاية ثانية، وهو ما يعزى الى عوامل ساهمت في تعزيز مكانته، خلال الأشهر الماضية، وأظهرت قدرته على إدارة زمام الأمور في بلد يعاني اضطرابات سياسية على مختلف الأصعدة.
وما يعزز حظوظ مصطفى الكاظمي للظفر بولاية ثانية، هو كونه يحظى بدعم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، و الذي يرى في الكاظمي مرشحاً وسطياً مقبولاً من أغلب الأطراف السياسية، وأنه ناجح في إدارة مؤسسات الدولة في عز الأزمات و الاضطرابات السياسية التي كادت أن تدخل بلاد الرافدين في حمام دم.
هذا التوافق الذي يحظى به رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته، ليس وليد الصدفة، بل جاء نتيجة للجهود التي يبذلها من أجل إعادة العراق الى الحضن العربي، حيث قام شهر أبريل 2021، بزيارة الى المملكة العربية السعودية، و التقى بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كما تم التوقيع خلال الزيارة على عدد من الاتفاقات الاقتصادية بين الحكومتين السعودية والعراقية، وهو ما اعتبر بمثابة نقلة نوعية في مرحلة شديدة التوتر إقليمياً.
وجسد هذا الانفتاح بين السعودية والعراق في وقت تمر فيه المنطقة بأزمات متعددة، محاولات رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته، مصطفى الكاظمي، وضع العراق على السكتة الصحيحة، واعادته الى بيته العربي بين أشقائه العرب، و ابعاد العراق عن التوترات المستعرة في المنطقة، و أن بغداد تعلن أنها ترفض بشكل كلي أن تكون منصة إيرانية لاستهداف الدول والبلدان العربية المجاورة.
ويرى مراقبون أن زيارة الكاظمي التاريخية للمملكة العربية السعودية، تؤكد أن وصول مصطفى الكاظمي الى رئاسة الحكومة العراقية شكل تحولا كبيرا في علاقة العراق بالدول العربية، خصوصا وأن البلاد سارت في منحى خطير منذ تمدد الميليشيات المسلحة التابعة لإيران مستغلة غطاء الشرعية الذي منح لما سمي بـ”الحشد الشعبي”، وهو ما تصدى له الكاظمي، الذي عمل على توسيع دائرة الاستقلالية في القرار، وعمل على إعادة العراق الى الحضن العربي، من دون الاصطدام بالمحور الإيراني.
وما يبرز الدور الطلائعي الذي قام به مصطفى الكاظمي في إعادة العراق الى بيته العراقي، هو كون الأنظمة المتعاقبة على بغداد على مدار السنوات التي تلت سقوط النظام العراقي الأسبق في عام 2003، لم تعير أدنى اهتمام الى العلاقات العراقية – العربية.
وايمانا منه بدور العراق، واسهامه التاريخي في ضمان الاستقرار العربي، عمل رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته على إعادة العلاقات العراقية مع السعودية والأردن الى سابق عهدها، حيث بذل مصطفى الكاظمي كل جهوده من أجل فتح صفحة جديدة من التعاون مع كل المحيط العربي، و استعادة دور بغداد الريادي في المنطقة كونه أحد الأعضاء المؤسسيين لجامعة الدول العربية.
خطوات مصطفى الكاظمي لإعادة العراق الى بيته الداخلي، حظيت بإشادة عربية، حيث أكدت عدد من الدول على أن ” حرص الحكومة العراقية على استكمال بناء منظومة العلاقات الإيجابية والبناءة مع الدول العربية،، بعيدا عن التجاذبات وسياسة المحاور التي تلف المنطقة، تبين أن الكاظمي مهتم بعودة العراق الى لعب دوره كاملا في الاستقرار والأمن العربيين”.
هذا، وأسهم وصول مصطفى الكاظمي إلى رئاسة الحكومة العراقية ، في إعادة تموقعه سياسيا، والتوغل داخل العملية السياسية، كما أن الجهود التي بذلها في سبيل ضمان أمن واستقرار العراق، ووقف المد الشيعي الإيراني، أظهرت قدرة الرجل على إدارة زمام الأمور في بلد يعاني اضطرابات سياسية تحتاج الى رجل من طينة الكاظمي ليضع لها حدا.
يشار الى أن مصطفى الكاظمي، شخصية سياسية مستقلة، لا ينتمي إلى أي حزب سياسي، تسلّم منصب رئيس المخابرات في يونيو 2016، خلال فترة تولي حيدر العبادي رئاسة الحكومة بين عامي 2014 و 2018.