سلايدرفن وثقافة

سيرة ومسيرة..كلمات في حق البروفيسور محمد جاسم المشهداني

بقلم: الشريف/ فاضل بن حسين بن علي*

قبل أن أبدأ في كتابة هذه الكلمات فكرت كثيرا وحاولت لملمة الأفكار وتجميعها بعد أن تخمّرت لسنوات وإن شئت قل لعقود من الزمن !

أحاول في هذه الورقة وبعجالة أن أتطرق لموضوع مهم كونه يتعلق بأحد أهم معالم حضارتنا وتاريخنا الإسلامي، موضوع بكل ما فيه من تراث وتاريخ وتأريخ مستمر ومادة دسمة مهتمة بتفاصيل هذه الحضارة الإسلامية بتنوع مللها ونِحلها، إلا أن الوجود العربي والدم العربي ركيزة أساسية في دعم وبعث هذه الرسالة الربانية التي جمّلها وزيّنها وأبهجها سيدنا وجدّنا وحبيبنا المصطفى محمد عليه الصلوات وأزكى التسليم .

موضوعات هكذا تستحق العناية والاهتمام، فالأمم بماضيها وتاريخها ومدارسها، فلا مستقبل بلا تاريخ، ولا حضارة بلا تقييد ولا استشراف بدون ماضٍ، قلت أن هكذا موضوعات تحتاج لمراكز بحثية ومجلات دورية ودراسات أكاديمية رصينة تهتم بهذا النسب المحمي ربانيا في حقيقته الميتافيزيقية، وبمنطق السنن الإلهية هو رعاية ربانية لا شك فيها، ولكن يبقى الاهتمام العلمي والعملي أمرًا ضروريا لحماية هذه الرسالة والمنتسبين لها، خاصة من هم على انتساب مع رسولها سيدي وجدي محمد عليه الصلاة والسلام، لهذا أطالب وأحاول جاهدا ودائما حفظ هذا النسب الكريم من تلاعب المتلاعبين وتزوير المزورين ومكائد الحاقدين وتملّق الطامعين، فلهذا يراني البعض شديدا والآخر متعصبا عندما يتعلق الأمر بالنسب الهاشمي الشريف النقي التقي .

ولعل أهم من جمعتني بهم الأنساب ورابطة الدم والقرابة، كيف لا ! ونحن ننتسب لخير الخلق عليه الصلاة والسلام ويكفيه شرفا أن الله خاطبه بقوله تعالى ” وإنك لعلى خلق عظيم “، هذا الانتساب تكليف رهيب وليس تشريف، هو مسؤولية وليس رفاهية، قلت من أهم هذه المعالم الفكرية التي عرفتها مدافعةً منافحةً مهتمة بالنسب الهاشمي نجد البروفيسور، بمعنى الأستاذ الدكتور محمد جاسم المشهداني الأمين العام للمؤرخين العرب في الجامعة العربية، والذي يعمل ليل نهار دون كلل ولا ملل من أجل حفظ هذه الأمانة الربانية، سيدي محمد جاسم المشهداني هو في الحقيقة رجل فكر وإصلاح ومسؤولية عظيمة، اختار لنفسه التعب والعناء في هذه الحياة الدنيا، ولو أراد الراحة والرخاء، عوض الجهد والعناء لكان له ذلك، ولكنه أصر على حفظ مسؤولية النسب الشريف لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وأزكى التسليم، فتجد جلّ اهتمامه حول موضوع النسب والمخطوطات وتحقيقها وتبيان الحقيقة من الزيف والواقع من الخيال ومواجهة المتطفلين الكثر في شتى بقاع المعمورة.

الدكتور ابن العم الدكتور محمد جاسم المشهداني ألف وكتب وحاضر ودرّس وعمل في مجالات الفكر والعلم وهدفه واحد ووحيد وهو الحفاظ على الأمانة الراقية، فمن مؤلفاته العديدة ما تعلق بالنسب الهاشمي والعشيرة الهاشمية، وأصدقكم القول أنني لم أطلع عليها كلها ولكننا سأبادر بالاطلاع عليها قريبا .

جهد واجتهاد سيدي محمد جاسم المشهداني ينُمُّ عن عزيمة وإصرار قل نظيره في الدفاع عن النسب الهاشمي الذي يحاول الكثير الابتزاز به والاسترزاق منه والتطفل عن طريقه، فهذا النضال العلمي إن صح القول ليس سهلا ولا متاحا للجميع بل هبة ربانية خصّها الله بالعلماء العاملين من شتى التخصصات العلمية والأدبية والفقهية والإنسانية وكذا الإجتماعية والإقتصادية وكل ميسر لما خلق له .

ولست هنا مبالغا عندما أطالب بدعم هذه القامة العلمية والفكرية المرابطة على حفظ النسب الهاشمي من التلف والضياع وتوظيفها بطرق قبيحة من طرف البعض، وكم أتمنى أن تهتم المدارس الفكرية والمراكز البحثية بشخصية هذا الرجل الأمين العام للمؤرخين العرب في الجامعة العربية محمد جاسم المشهداني لما له من فضل على أمتنا المسلمة عامة والعربية الهاشمية خاصة، فمؤلفاته وكتاباته ومحاضراته يجب أن تُعمّم في جميع بقاع العالم وليس الأوطان العربية فقط .

كتبت هذه الورقة حتى أكون منصفا نوعا ما في حق هذا الجهبذ الضرغام، كما أن هذا المقال مجرد بداية وتمهيد لمشروع فكري وعملي يتعلق بأكبر مركز للأنساب الهاشمية قد يجمعنا مستقبلا مع ابن العم حفيد سيدي وحبيبي وجدّي محمد عليه الصلاة وأزكى التسليم والسلام .

* رئيس المركز العربي للعلاقات الدولية وسفير السلام لدول الباسفيك في نيوزيلندا ،وعضو رابطة الأشراف العرب

زر الذهاب إلى الأعلى