سلايدرفن وثقافة

مساجد مكناس العتيقة : المسجد الأعظم بناية صامدة منذ قرون ب 9 أبواب ينتظر الترميم

أحمد البوحساني
الحلقة الأولى – مساجد مكناس العتيقة
المسجد الأعظم أو “الجامع الكبير” كما يسميه عامة الناس بالمدينة العتيقة، يعتبر من اهم واقدم مساجد مكناس، يقع وسط المدينة القديمة بمنطقة تسمى قبة السوق في حي “حمام الجديد الموحدي” ، ما يؤكد انتماءه إلى العهد الموحدي . تبلغ مساحته حوالي المسجد 3500 متر مربع .
أسست القواعد الأولى للمسجد الأعظم أواخر العهد المرابطي سنة (668-869 ). ثم زاد الموحدون في سعته بعد عام 600 وزينوا أروقته بثريا فخمة صنعت أيام محمد الناصر الموحدي عام 604 . وقد أعادوا بناء صومعته بعد أن تهدمت في أعقاب الزلزال الذي ضرب المدينة في القرن السابع للهجرة.
أبواب واقواس تزين المسجد الأعظم :
يعد هذا المسجد العتيق من المساجد التي صلى فيها بعض الملوك على رأسهم الملك محمد السادس ، والراحلين المغفور لهما محمد الخامس، والحسن الثاني، كما عرف بكونه مسجد صلى فيه عدد من العلماء والشيوخ على راسهم الشيخ الهادي بنعيسى، والعالم فريد الانصاري وغيرهم من فقهاء الشريعة الإسلامية عبر تاريخ هذا الصرح الديني.
وفي لقاء مع الباحث في التراث، علي زيان ، أكد أن أحد أبرز معالم هذا المسجد عدد أبوابه التي كانت تبلغ أحد عشر بابا، قبل تقليصها لتصبح اليوم تسعة فقط، يحمل كل باب إسم يرمز لشىء ما ، وهي : باب العدول الذي يشكل حاليا مدخلا للنساء، وباب الحفاة، ومن خلالها يتم المرور إلى الصحن الذي تتوسطه نافورة، باب الجنائز المقابل لجامع الحجاج، إضافة إلى باب الكنيف المقابل للمراحيض المحاذية للمسجد، وباب الزرائعيين، الذي يشكل بابا صغيرا مخصصا لدخول المؤذن ليلا إلى المسجد، ويليه باب تربيعة الذهب، المقابل للقيسارية التي كانت في السابق عبارة عن محلات لبيع الحلي والمجوهرات، ثم هناك باب الخضر، وهو باب لا يفتح إلا يوم الجمعة، إلى جانبه باب الحجر المقابل للمدرسة الفيلالية، وأخيرا الباب الكبيرة وهي من الأبواب التي تعتبر المدخل الرئيس وتوجد بالمحاذاة مع خزانة الجامع الكبير التي تم تأسيسها من طرف المرينيين.
وأكد ، زيان ان المسجد يتوفر على 143 قوسا، فيما علو منارته يصل إلى حوالي 22 مترا، وعرض جدارها حوالي 5 أمتار ونصف.
 مكان للعبادة يعرف إقبال من كل الأنحاء :
يؤكد رشيد المصباحي، فاعل جمعوي ابن المدينة العتيقة ان السكان يعيشون حالياً أزمة نسبة لان علاقتهم مع هذا المسجد علاقة روحية، خاصة خلال شهر رمضان الكريم، يتحول المسجد العظيم الى قبلة تستقطب عشرات المصلين من مختلف الأحياء بالمدينة الإسماعيلية، وحتى من ضواحيها ومن مختلف الأعمار، إلى جانب الحرفيين وتجار المدينة العتيقة ومن الأعيان وكبار المسؤولين وغيرهم. كما يرتفع عدد النساء اللواتي يترددن عليه طيلة هذا الشهر الفضيل، ويضيف المصباحي أن لهذا الجامع دور كبير في التعبد والتقرب إلى الله عز وجل، بالإضافة إلى إلقاء دروس التثقيف والتوعية، خاصة بين صلاتي العصر والمغرب، وطيلة أيام السنة من خلال الخطب وحلقات الذكر الحكيم، فضلا عن تميزه خلال هذا الشهر المبارك من كل سنة بتلاوة حزبين من القرآن الكريم خلال أوقات الصلاة يوميا ليتم ختم أجزاء الستين حزبا مع نهاية هذا الشهر الفضيل.
إغلاق المسجد الأعظم أثر على الحركة الاقتصادية للمنطقة :
تم إغلاق المسجد الأعظم منذ 2015 لاصلاحه، لكن الى يومنا هذا لم ينتهي تلك الإصلاحات، ثمانية سنوات تقريباً حسب جيران المسجد وهو مغلق ، وهذا ما دفع بالسكان الى تقديم عريضة الى الجهات المسؤولة من اجل تسريع انهاء الأشغال وإعادة فتحه.
إغلاق المسجد الأعظم أثر كثيراً على منطقة قبة السوق، ليس فقط من الناحية الروحية ، بل حتى من الناحية التجارية، التي كانت المنطقة تعج بالوافدين ، من كل المناطق لزيارة المسجد والصلاة فيه . لكن الأمور تغييرت الآن.
لحلو عبد العالي تاجر للملابس التقليدية، يوجه نداء للمسؤولين من اجل التدخل العاجل وتسريع وتيرة الإصلاح التي دامت قرابة ثمانية سنوات، ويؤكد باسف أن المسجد كان له طابع خاص ، يساهم في الرواج، ويضيف قائلا : ” تأزمنا بإغلاقه، كان يساهم في رواج المنطقة تجاريا ، كان يستقطب المصلين من كل الأنحاء، للأسف هادشي بزاف ..”
الأكيد ان المسجد الأعظم يعتبر أيقونة المساجد بمكناس، رغم إغلاقه من أجل الإصلاح. والجميع ينتظر إفتتاح هذا الصرح الديني مرة أخرى لعودة الحياة الى منطقة حي حمام الجديد.
زر الذهاب إلى الأعلى