فن وثقافة

المجلة الثقافية العربية “ذوات” تفكك أبعاد ظاهرة الطائفية في آخر عدد لها

الدار/ حليمة عامر

في محاولة منها لتفكيك أبعاد الطائفية الدينية، التعصب لطائفة معينة ومحاباتها على حساب بقية الطوائف، أصدرت المجلة  الثقافية العربية، التابعة لمؤسسة "مؤمنون بلا للدراسات والأبحاث، "ذوات" العربية عددا مخصصا لموضوع  "الطائفية… من الديني إلى السياسي"، في سياق اهتماماتها العلمية. 

وعن موضوع المجلة، ذكرت سعيدة شريف، رئيسة التحرير، في كلمة افتتاحية لها في العدد 54،  بأن "الطائفية الدينية، غدت من أشد المعضلات التي انتشرت في المجتمعات العربية الإسلامية خلال السنوات الأخيرة، مشيرة  بذلك إلى الصراعات العرقية والإثنية المتزايدة، بسبب المصالح السياسية المتضاربة لمجموعة من الأطراف والجهات"، خاصة بعد ثورات "الربيع العربي"، وبعد الصراعات والحروب والتطاحنات التي شهدتها العراق وسوريا ومجموعة من البلدان العربية التي عانت وما تزال من تعصب الحركات الإسلامية المتشددة، ومن توجهاتها التي تتعارض مع الدولة المدنية وحقوق الإنسان والديمقراطية.

وأضافت سعيدة شريف، أن هذا العدد يهدف إلى "استقصاء أبعاد الظاهرة الطائفية، وتفكيك مصطلحاتها وبُناها المعرفية وحدود ممارساتها في الواقع العربي المثقل بحمولات مدمرة بالنظر إلى الحالة التي وصل إليها الوضع في عدد من الدول التي فعلت فيها الطائفية أفاعيل الحروب والأزمات والدمار". 

وجاء في الباب الأول لمجلة "ذوات"، والذي أعده الباحث والكاتب الأردني مروان العياصرة، أربع مساهمات بحثية لباحثين عرب، تختلف زاوية النظر بينهم إلى الظاهرة الطائفية، تبعاً لمحددات متصلة بالمكان الذي يتم دراسة الظاهرة في سياقه السياسي والديني، حيث جاءت المساهمة الأولى  للباحث الأردني جمال الشلبي، بعنوان "تحولات الطائفية في العالم العربي من العقيدة الدينية إلى التجاذبات الدولية"، والثانية للباحث السوداني جهاد حسين بعنوان "حزب الله والعنف الطائفي المقدس، مقدمة حول العنف الديني"، والثالثة للباحث والكاتب السوري نبيل علي صالح، تحت عنوان "المسألة الطائفية في الاجتماع الديني والسياسي العربي: مقاربة في البنية والمآلات العملية"، ثم المساهمة الرابعة للباحث والأكاديمي العراقي الدكتور إحسان محمد التميمي، بعنوان "الطائفي والأكاديمي العراقي الدكتور إحسان محمد التميمي، بعنوان "الطائفية السياسية والعنف في العراق: قراءة وصفية.
وتتضمن مجلة "ذوات"، كذلك، أبوابا أخرى، منها باب "رأي ذوات"، ويضم ثلاثة مقالات: "كيف تراجع العقل الفقهي؟" للباحث اليمني عبد الله القيسي، و"الرّواية المحرمة وسوسيولوجيا التلقي" للكاتبة والباحثة المصرية مروة مختار، و"الحجاب وعقدة الذّكورة المتضخمة" للكاتب السوري رسلان عامر.

هذا، ويشتمل باب "ثقافة وفنون" على مقالين: الأول للناقد والكاتب المغربي د. بوزيد الغلى بعنوان "قيم البداوة في مواجهة التغير الاجتماعي في رواية "إمارة البئر" لمحمد سالم الشرقاوي"، والثاني للباحث اليمني محمد فائد البكري، بعنوان "التعبير بالمرأة في مجموعة "نصف امرأة مؤقتا"".

وفي باب "بورتريه ذوات"، فقد خصصتها المجلة  لعالم الاجتماع العراقي الراحل علي الوردي، الذي كان من الأوائل الذيم تنبهوا لخطر الطائفية، وخصصوا لها كتابات متميزة. البورتريه تحت عنوان "الطّائفية بعيون علي الوردي: جمر يرقدُ تحت رماد الإنكار" بقلم الباحث الأردني نادر رزق.

هذا ويستقرئ  الكاتب والإعلامي الأردني مروان البطوش، في الباب ما قبل الأخير،  آراء مجموعة من الكتاب والباحثين العرب حول موضوع الملف، من خلال سؤال: هل يمكن القضاء على الطائفية التي اجتاحت المجتمعات العربية والإسلامية؟

وفي آخر باب بالمجلة "باب تربية وتعليم"، يتناول الباحث التربوي التونسي  مصدق  الجليدي موضوع "الأحقاب المعاصرة للتربية الحديثة، من بناء المعنى إلى الانعطاف الإستيتيقي"، فيما يقدم الباحث المغربي عبد الرحيم رجراحي، قراءة في كتاب "نقد المفاهيم" لعبد الله العروي، وذلك في باب كتب، والذي يتضمن أيضاً تقديماً لبعض الإصدارات الجديدة لمؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث"، إضافة إلى لغة الأرقام، المخصصة لأحدث تقرير للبنك الدولي حول "المرأة، أنشطة الأعمال والقانون 2019: عقد من الإصلاحات"، والذي يؤكد أن النساء عبر العالم لا يحصلن سوى على ثلاثة أرباع ما يتمتع به الرجال من حقوق قانونية على مستوى العالم، وهو ما يعوق قدرة النساء على الحصول على فرص عمل أو إنشاء الأعمال، واتخاذ قرارات اقتصادية، تصب في مصلحتهن ومصلحة عائلاتهن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − 16 =

زر الذهاب إلى الأعلى