هيام بحراوي
حذر فاعلون جمعويون، من الانتشار الكبير والمخيف، الذي تعرفه مقاهي “الشيشة” في عدد من المدن السياحية، خاصة مدينة الدار البيضاء، التي ارتفعت فيها هذه الظاهرة بعد الجائحة، حيث انتشرت تلك المقاهي وسط الأحياء والشوارع الكبرى للمدينة بشكل ملفت للإنتباه.
انتشار هذه المقاهي ، جعل عدد من الفاعلين الجمعويين يدقون ناقوس الخطر مخافة تحول تلك الأماكن لبؤر “وبائية” تهدد بنشر مجموعة من الأمراض بين الشباب وأخطرها مرض السل.
وبحسب المعطيات التي كشف عنها موسى سراج الدين رئيس جمعية أولاد المدينة، فإن مدينة الدار البيضاء لوحدها تتواجد بها 4650 مقهى، نسبة كبيرة منها يضيف المصدر ذاته، لا تتوفر على ترخيص.
هذه المقاهي تستقطب حسب المتحدث “القاصرين ويعد العنصر النسوي هو الغالب، حيث يدخلون تلك المقاهي إما أفرادا أو جماعات “.
والمشكل يضيف رئيس جمعية أولاد المدينة، في تصريح لموقع “الدار” ، ليس في انتشار هذه المقاهي بهذا الشكل، وإنما المشكل الحقيقي هو ما ستسببه “الشيشة” من أمراض في صفوف الشباب كمرض السل الذي يؤكد انتشر بشكل كبير وخطير في صفوف هذه الفئة الشابة.
وأضاف، أنه بسبب الاستعمال المتعدد لخراطيم الشيشة، التي تنتقل من شخص لآخر، ستنتقل العديد من الأمراض عبر اللعاب، سواء كانت تلك الأمراض هضمية او تنفسية، في ظل غياب وسائل النظافة والحماية في بعض المقاهي “غير مرخصة” على حد تعبيره، التي يدخلها أعداد كبيرة من الشباب دون أي احترام للتدابير الإحترازية.
ومن بين هذه الأمراض مرض السل الذي وبحسب آخر الإحصائيات الرسمية وصل في الدار البيضاء الكبرى، إلى 160 حالة في كل 100 ألف نسمة، فيما يصل عدد الوفيات إلى 3000 بنسبة 87 حالة لكل 100 ألف نسمة.
لهذا طالب موسى سراج الدين، بتقنين هذا القطاع بشكل يوفر الحماية لمرتاديه، ويوفر السيولة المالية للدولة من خلال توفر هذه المقاهي على تراخيص قانونية ومن خلال فرض ضرائب على هذا النوع من المقاهي التي يؤكد مصدرنا تدخل على أصحابها مبالغ خيالية، مشيرا أن كراء هذه المقاهي يصل إلى 25 ألف درهم.
كما طالب بتعزيز المراقبة من طرف المسؤولين عن صحة المواطنين، للتتبع مدى احترام المعايير المعمول بها فيما يخص النظافة والتعقيم حتى لا تتحول تلك الأماكن لبؤر “وبائية” على حد تعبيره.
من جهتها أوضحت الدكتورة نادية الشفلي رئيسة فرع العصبة المغربية لمحاربة داء السل بالدار البيضاء لموقع “الدار”، أن مرض السل في مدينة الدار البيضاء ينتشر بشكل كبير في الأحياء المهمشة التي لا تتوفر على التهوية الكافية، مؤكدة أن الشيشة هي سبب من بين أسباب كثيرة لإنتشار هذا المرض الفتاك، بسبب عدم توفر وسائل الوقاية واستعمال نفس خرطوم الشيشة من طرف عدد كبير من الأشخاص وهو ما يساهم في انتشار مثل هذه الأمراض التي تفاقمت مؤخرا في العاصمة الاقتصادية.
وأضافت رئيسة العصبة المغربية لداء السل في جهة الدار البيضاء، أن التشخيص المبكر يلعب دورا كبيرا في محاربة داء السل، لتفادي تلك الحالات المتقدمة التي تؤدي لحالة الوفاة.
وينتقل المرض وفق ذات المتحدثة عن طريق الهواء عند انتقال رذاذ لعاب الأفراد المصابين بعدوى السل النشطة عن طريق السعال أو العطس، و تشمل الأعراض الكلاسيكية لعدوى السل النشط السعال المزمن مع البلغم المشوب بالدم والحمى والتعرق الليلي وفقدان الوزن، و تؤدي إصابة الأجهزة الأُخرى إلى مجموعة واسعة من الأعراض.
وقد باتت مقاهي الشيشة تشكل تحديا للسلطات الأمنية، التي بين الفينة والأخرى تقوم بحملات مفاجئة لتلك المقاهي وتصدر قرارات بمنع تقديم الشيشة للزبائن .
يشار أنه وبحسب آخر الإحصائيات الرسمية، التي قدمتها الوزارة الوصية، فقد تم تسجيل 29.327 حالة بالمغرب برسم سنة 2021، كما يسجل ومنذ سنوات معدلا سنويا يزيد عن 30 ألف حالة إصابة، كما أن داء السل ينتشر في الجهات ست الأكثر كثافة سكانية مع معدل انتشار يصل إلى حالة في كل 100.