أخبار الدارسلايدر

سورينام تجدد دعمها للمغرب في قضية الصحراء وتشيد بريادة جلالة الملك

الدار – خديجة عليموسى

تتوالى تأكيدات دول أمريكا الجنوبية الداعمة لمغربية الصحراء، وجدية المبادرة المملكة للحكم الذاتي، حيث جدد وزير الشؤون الخارجية والتجارة الدولية والتعاون الدولي بجمهورية سورينام، ألبرت رمدين، اعتراف بلاده بسيادة المغرب على كامل أراضيه بما فيها الأقاليم الجنوبية، وذلك خلال لقاء صحفي اليوم الأربعاء بالرباط عقب مباحثاته مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي بالمغاربة المقيمين بالخارج.
وقال رمدين إن “سورينام تؤكد اعترافها بالسيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه الجنوبية وتعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب الإطار الوحيد للوصول إلى حل دائم لهذا النزاع”.
وأشاد وزير الشؤون الخارجية والتجارة الدولية والتعاون الدولي لجمهورية سورينام بالدور الرائد لجلالة الملك محمد السادس في النهوض بالعلاقات جنوب – جنوب واهتمامه الكبير بإفريقيا، معتبرا المغرب يشكل بوابة لإفريقيا، وهو الدور الذي يمكن أن تقوم به سورينام كبوابة لأمريكا اللاتينية ولدول منطقة الكارايبي.
وبخصوص افتتاح سورينام لسفارة بالرباط اليوم الأربعاء، والقنصلية بمدينة الداخلة، يرتقب افتتاحها غدا الخميس، قال وزير الشؤون الخارجية والتجارة الدولية والتعاون الدولي لجمهورية لسورينام “إنها جزء من سياساتنا الخارجية كي تكون لنا علاقات أوسع عبر العالم، لدينا برامج محلية وعالمية ولا يمكن أن نطبقها بمفردنا، فهي تحتاج إلى جهود متواصلة من أجل تحقيقها”.
وتابع المسؤول الحكومي “افتتاح تمثيليات بلادنا في المغرب ليس من أجل الحضور الدبلوماسي فقط، وإنما للاستفادة من كل الفرص والتي لا تقتصر على الجانب الثقافي والسياسي بل تشمل الشق التجاري أيضا، وباقي المجالات التي ينبغي تعزيزها بين البلدين”.
وكشف رمدين أن ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج سيكون ضيفا خاصا خلال زيارته المرتقبة لسورينام.

بوريطة: موقف سورينام من الصحراء مفتاح لشراكة أقوى

من جهته، أكد بوريطة أن زيارة وزير الشؤون الخارجية والتجارة الدولية والتعاون الدولي لجمهورية لسورينام للمغرب، يأتي في إطار الدينامية الإيجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين ، معربا لنظيره السورينامي عن تقدير المملكة المغربية لجمهورية سورينام.
كما أشاد بوريطة باسم المغرب بنجاح العملية الانتخابية التي عرفتها السورينام، والتي قال إنها تعد “انتصارا للديمقراطية لما جسدته من احترام نتائج الاقتراع و لإرادة الناخب واختياراته ونموذجا للنضج السياسي”.
وزاد “علاقتنا بدولة سورينام تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة خاصة بعد المواقف الإيجابية من قضية الصحراء المغربية”، وتابع “سنة 2016، شكلت منطلقا لتعاون قوي بين البلدين، توج بأول خارطة طريق في مارس من سنة 2021، والتي تضمنت مجموعة من المجالات تماشيا مع رؤية جلالة الملك للعلاقات جنوب- جنوب ومن اقتناع جلالته بأن التضامن والتعاون الملموس هو الأساس لتطوير علاقات المملكة مع أشقائنا وأصدقائنا في مختلف دول العالم خاصة مع دول الكارايبي”.
وقال بوريطة “إن هذه الزيارة تشكل منطلقا
لعلاقات أقوى، وموقف سورينام من القضية الوطنية يشكل مفتاحا لتطوير هذه العلاقات بهدف خلق شراكة قوية بين بلدينا وايضا مع دول الكارايبي”.

دعم مغربي ملموس لسورينام

ومن بين مخرجات اللقاء الثنائي بين بوريطة ونظيره السورينامي، “الاتفاق على تنزيل مقتضيات خارطة الطريق من خلال
تنزيل المشاريع التي تضمنتها ومجالات التعاون المنصوص عليها، مع الاتفاق على أن يكون التعاون بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية.
ومن جانب آخر، أفاد بوريطة بأنه تم الاتفاق على عقد منتدى للمغرب ودول الكاريبي ال14 قبل نهاية السنة، مشيرا إلى أن هذا المنتدى، الذي سيكون برئاسة سورينام سيشكل لبنة أخرى للتعاون بين المغرب وبين هذه الدول.
وفي إطار رؤية جلالة الملك للتضامن مع دول جنوب- جنوب، أعلن بوريطة عن أن المغرب سيتضامن بالملموس مع سورينام لمواجهة كارثة الفيضانات وما سببته من خسائر كبيرة.
وأوضح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أنه تم الحديث عن إنهاء المفاوضات حول أربع اتفاقيات ثنائية في المجال الاقتصادي والثقافي والتي توجد في مراحلها الأخيرة من النقاش، على أن تكون جاهزة في إطار زيارته المرتقبة لسورينام.
وأضاف بوريطة أن من شأن هذه الاتفاقيات أن تفتح إلى جانب التعاون التقني والتضامني
مجالا أكبر للتعاون الاقتصادي عبر اشراك القطاع الخاص في مجموعة من القطاعات.

انتصار دبلوماسي في منطقة الكارايبي

كما أكد بوريطة أن فتح جمهورية سورينام لسفارة بالرباط وقنصلية بالداخلة، ستشكل “آليتين لتعزيز هذا التعاون بين البلدين”، موضحا أن فتح سورينام، التي تدعم قضية الصحراء المغربية قنصلية بالداخلة، سيضاف إلى مجموعة من القنصليات لدعم وحدة المملكة المغربية وسيادتها على أقاليمها الجنوبية”.
وأضاف بوريطة أن فتح هذه القنصلية هو “تعبير عن موقف تابث من قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، كما يأتي في إطار الدينامية الكبيرة لعلاقة المغرب مع دول الكارايبي”، مذكرا بأنه سنة 2009 كانت دولة وحيدة في هذه المنطقة هي من تدعم مغربية الصحراء وهي الباهاماس من أصل 14 دولة من منطقة الكارايبي، “والآن أضحت 12 دولة داعمة للوحدة الترابية وسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية”، يقول بوريطة الذي أضاف “الفضل في ذلك يعود لتعليمات جلالة الملك التي أعطاها من أجل تعزيز التعاون مع دول الكارايبي وبفضل تعبئة كل آليات التعاون المغربية في إطار تعاون جنوب جنوب الذي يؤكد عليه جلالته”.

الرباط عاصمة دبلوماسية عربيا وإفريقيا

من جانب آخر ، تم اليوم افتتاح سفارة لجمهورية سورينام بالرباط من قبل وزير خارجيتها، حيث حضر حفل الافتتاح ناصر بوريطة، هذا الأخير أكد أن المغرب أصبح أرضية دبلوماسية على المستوى القاري والدولي، حيث أصبح يحتضن 107 سفارة إلى جانب عدد مهم من المنظمات الدولية والإقليمية.
وأضاف بوريطة قائلا “إن الرباط أصبحت من العواصم الدبلوماسية على المستوى العربي والإفريقية والمتوسطي، وذلك بفضل رؤية جلالة الملك محمد السادس التي جعلت المغرب ذو مصداقية ومحل ثقة، كما أن مجموعة من الدول، يضيف وزير الخارجية، “تتابع مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية من العاصمة الرباط، التي تحولت إلى مركز دبلوماسي بالنظر للحركية التي تشهدها.
وأعلن بوريطة عن أن سفيرة دولة سورينام بالمغرب ستباشر عملها الدبلوماسي بالرباط خلال شهر ونصف المقبل.

تعاون ثنائي تضامني

وكان المغرب قد وقع مع جمهورية سورينام يوم 11 مارس سنة 2021 اتفاقا هو بمثابة خارطة طريق تحدد ملامح التعاون بين البلدين للفترة 2021-2024، والتي عكست طبيعة العلاقات والتعاون حيث كان أول اتفاق بين البلدين يرتكز على تحقيق التنمية البشرية والتضامن جنوب- جنوب.
وقد وقع الاتفاق كل من ناصر بوريطة، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ونظيره ألبرت رمدين، وزير الشؤون الخارجية والتجارة الدولية والتعاون الدولي، والذي ينص على إنجاز مشاريع ملموسة في قطاعات السياحة والتنمية والاستثمار والفلاحة والطاقات المتجددة، خلال الفترة ما بين 2021-2024.
يذكر أنه منذ سنة 2016 سحبت جمهورية سورينام اعترافها بالجمهورية الوهمية على غرار غالبية دول منطقة الكارايبي.

زر الذهاب إلى الأعلى