أخبار الدارسلايدر

افتتاحية الدار: لا تفتح حدودها إلا لإغراق المغرب بمزيد من “الحراكة”..تواطؤ السلطات الجزائرية يزيد من مخاطر عمليات الاقتحام الجماعي لمليلية وسبتة

الدار/ افتتاحية

لا يمكن للمغرب أن ينجح وحده في مكافحة موجات الهجرة السرية القادمة من إفريقيا جنوب الصحراء في ظل التساهل بل والتواطؤ الذي تتعامل به السلطات الجزائرية مع هذه الأفواج البشرية التي لا تكاد تنقطع. كل عام يتدفق من الحدود الشرقية للمغرب آلاف من المهاجرين السريين القادمين من إفريقيا عبر الجزائر، حيث تعمد السلطات الأمنية في البلد الجار إلى السماح لهم بالدخول دون أي محاولة لإرجاعهم إلى بلدانهم أو توفير شروط الاستقرار لفائدتهم على التراب الجزائري. وكأن مصالح الأمن الجزائرية من جيش ودرك وشرطة تنتمي إلى سلسلة المافيات المستفيدة من هذه التجارة البشرية الرائجة.

يتحكم المغرب في حدوده الجنوبية والجنوبية الشرقية تماما ويضبط منافذها بفضل الجهود التي تبذلها قواته المسلحة الملكية المرابطة هناك. وعلى الرغم من ذلك يتزايد أعداد المرشحين للهجرة السرية القادمين من أعماق القارة السمراء الذين يتم استغلالهم من طرف العصابات المتخصصة في تهريب البشر وبتواطؤ مشهود من طرف ميليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية ومساعدة واضحة من السلطات الجزائرية التي لا تحسن إغلاق الحدود البرية مع المغرب إلا فيما يتعلق بالأنشطة المشروعة والقانونية، بينما يتم السماح للاجئين والمهاجرين السريين بالتدفق نحو المغرب إمعانا في تأزيم الأوضاع ومحاولة إرباك استقراره الأمني. ومع هذه المسؤولية الفاضحة التي تقع على نظام الكابرانات إلا أن وقاحة الخطاب السياسي هناك تحاول باستمرار استغلال جرائمها ضد المغرب من أجل تشويه صورته.

لم يتوقف إعلام العسكر عن ترويج صور محاولات المهاجرين السريين اقتحام سياج مليلية المحتلة بشكل خطير أدى إلى إصابات ووفيات في صفوف المرشحين للهجرة وقوات الأمن المغربية. ولم تهدأ ماكينة البروباغندا الجزائرية عن محاولة قلب الحقائق والسعي للكيد لصورة المغرب وتشويهها بدعوى الدفاع عن حقوق الإنسان، لكن هذه الصحافة الجزائرية المحترفة في مجال التزييف والتضليل لم تسأل بلدها ولا سلطاتها عن المنفذ الذي جاءت منه كل هذه الأعداد الهائلة من المهاجرين الأفارقة المستقرين عند أطراف العديد من مدن الشمال المغربي. لقد تجاهلت وسائل الإعلام وصحف الجزائر هذه الحقيقة المعروفة بتورط قوات الدرك والجيش الجزائري في دفع هؤلاء المهاجرين نحو التراب المغربي وتشبثت بخطاب متجاوز يملؤه الحقد والرغبة في التشفي والانتقام السياسي.

ولعلّ البلاغ الذي أصدرته السفارة المغربية في مدريد كان من أجرأ ردود الفعل التي صدرت بهذا الخصوص. لقد قالت سفارتنا في مدريد ما ينبغي أن يتم التركيز عليه والترافع بشأنه في المستقبل القريب في كل المنتديات الدولية الأمنية والاجتماعية التي تنشغل بقضايا الحدود والقارة السمراء والهجرة السرية. فقد قالت سفارة المغرب في إسبانيا، اليوم الثلاثاء، إن محاولة عبور السياج الحدودي لمليلية قد تم التخطيط لها من قبل مهاجمين متمرسين في مناطق النزاعات، دخلوا الأراضي المغربية من الجزائر بسبب التراخي المتعمد من هذا البلد في السيطرة على الحدود.

هذا هو لبّ المشكلة وعصب المعضلة، التراخي الجزائري المتعمّد على الحدود مع المغرب هدفه دائما هو زيادة متاعب السلطات المغربية وخصوصا الأمنية منها، بإثقالها بمزيد من الأعباء البشرية المكلفة التي تحتاج تعبئة متواصلة عند مناطق التماس ومنافذ تسلل المهاجرين. من الضروري إذن أن تصل هذه الحقيقة إلى العالم وإلى الجيران الأوربيين على الخصوص، الذين تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة فيما يتعلق بتحميل الجزائر مسؤولياتها والتزاماتها تجاه الحد من تدفق موجات المهاجرين السريين كما تنص على ذلك العديد من الاتفاقيات الدولية والإقليمية التي تم التوقيع عليها. وبدلا من تواصل السلطات الجزائرية محاولاتها البائسة في “تقطير الشمع” على المغرب ينبغي عليها أن تدرك أنها لن تظل دائما خارج دائرة المساءلة الدولية حول دورها في هذا المجال.

إن تصدير المهاجرين السريين الأفارقة من الجزائر نحو المغرب بدعوى أنهم أصلا قادمون من أجل ولوج مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين يمثل انحراف دولة اعتادت على سياسة الطرد منذ أن قرر حكامها في ليلة مشؤومة من ليالي دجنبر 1975 وفي يوم عيد الأضحى طرد آلاف من المواطنين المغاربة من أراضيهم وديارهم ومن وسط عائلاتهم وأصهارهم.

زر الذهاب إلى الأعلى