المواطنسلايدر

كيف هي شواطئنا.. فوضى أمام صمت ولا مبالاة الجهات المسؤولة؟

الدار/ تحليل
تشهد أغلب الشواطئ المغربية، فوضى عارمة، بدءً بانعدام التهيئة اللازمة لاستقبال المصطافين، بما في ذلك غياب خرائط تحدد ممرات الولوج والمغادرة، مرورا بأصحاب “كراء المضلات” والطاولات والكراسي، الذين يحتلون الملك العام، ويستغلون مساحات شاسعة من الرمال، مجبرين المصطافين على دفع المال، مقابل استغلال المكان الذي يرغبون فيه.
وفي ظل غياب المراقبة وأمام صمت ولامبالاة الجهات المسؤولة، ممثلة في الجماعات الترابية، تحول الذهاب الى هاته الشواطئ، الى أشبه بحلقة من حلقات السلسة التلفزية المغربية “ساعة في جحيم”.
شواطئ اجتمع فيها ما تفرق في باقي العشوائيات، بدء بسوء التخطيط وغياب عنصر الانسجام والتكامل ما بين المكون الطبيعي ممثلا في الشاطئ، والوسط الحضري ممثلا في “التجهيزات الحضرية”.
وما إن تطأ قدمك شاطئا مغربيا، حتى تجد في مقدمة مستقبليك، أشخاصا غرباء نصبوا أنفسهم، حراسا للسيارات دون امتلاكهم لأي ترخيص، ودون تفويض من أي جهة. يفرضون إتاوات مبالغ فيها، على المصطافين من أصحاب السيارات، وصلت في بعض الشواطئ خلال الموسم الصيفي الحالي، الى 20 درهما كاملة.
ينضاف الى هاته الجحافل من “الحراس المزيفين”، أشخاص آخرين بعضهم من ذوي السوابق القضائية، يلوحون في وجهك بالمفاتيح، في محاولة لاقناعك بتوفرهم على شقق أو فيلات ممتازة للكراء، بل وأحيانا كثيرة يجبرونك على مرافقتهم اليها، ويفرضون عليك تأجيرها.
في مقابل كل ذلك، تعاني أغلب هذه الشواطئ من غياب شبه كامل لأبسط الشروط الصحية، حيث تتناثر الصخور والحجارة وأكوام القمامة عليها من كل جانب، فيما تزكم رائحة البول والغائط أنوف الزوار، بسبب عدم توفرها على مراحيض أو رشاشات عمومية، علاوة على انعدام أماكن لتغيير الملابس، مع ما يشكله ذلك من إحراج، خاصة بالنسبة للنساء.
ولعل من مظاهر الفوضى الاخرى، تحول بعض هاته الشواطئ في السنوات الاخيرة، الى بؤر ثلوت خطيرة، في ظل الزحف العمراني للفيلات والاقامات السياحية، واستغلالها مياه البحر للتخلص من مخلفات الصرف الصحي، مع ما لذلك من انعكاسات خطيرة، سواء على صحة المواطن أو البيئة ككل.
وفي الختام، لا بد من الاشارة أيضا الى السلوكات اللامسؤولة، التي يقوم بها بعض المصطافين، سواء من خلال استعمالهم للاغطية الحاجبة للرؤية، على جنبات المظلات، بشكل يسيء الى الذوق العام، أو اصرار آخرين، على تحويل الشاطئ الى ملعب مفتوح لممارسة كرة القدم والتنس، أو معرضا لاستعراض الكلاب وترويضها.
دون أن ننسى طبعا، الجيش العرمرم من الباعة المتجولين، وأصحاب الخيول والجمال، الذين حولوا الشواطئ المغربية في السنوات الأخيرة، الى أشبه بـ “مْواسم التبوريضة”.

زر الذهاب إلى الأعلى