أخبار الدارسلايدر

الدبلوماسية المغربية تواصل اختراق ودك قلاع “البوليساريو” في افريقيا

الدار- تحليل

بإعلان رئيس الجمهورية الكينية، وليام روتو، اليوم الأربعاء، سحب بلاده الاعتراف بجمهورية “البوليساريو” الوهمية، يكون الكيان الوهمي، ومعه النظام العسكري، قد فقدا أحد أبرز الحلفاء التاريخيين لمناوراتهم الدنيئة ضد الوحدة الترابية للمملكة، داخل أروقة الاتحاد الافريقي.

وأدخلت الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب بفضل الرؤية الملكية قيادة البوليساريو، في عزلة تامة، تعيش معها وضعا حرجا، بالنظر إلى اقتناع المنتظم الدولي بأهمية الطرح المغربي في حل النزاع المفتعل، حيث لم يستوعب الكيان الوهمي، بعد المقاربة الاستباقية التي كرسها جلالة الملك في مختلف الخطابات حول قضية الصحراء المغربية.

وبدأ المعسكر الداعم للانفصال، في التهاوي، تدريجيا، حيث أصبح المغرب يمتلك زمام المبادرة، خاصة بعد قطعه مع سياسة الكرسي الفارغ بالقارة الإفريقية، وتدشينه مسلسل افتتاح القنصليات الأجنبية بمدينتي العيون والداخلة.

هذه المكتسبات المهمة التي تعزز الطرح المغربي في قضية الصحراء المغربية، تعكسه عدد القنصليات التي تم افتتاحها بالأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي ارتفعت إلى 27 قنصلية تتوزع ما بين مدينتي الداخلة (15 قنصلية) والعيون (12 قنصلية).

والأكيد أن قرار الرئيس الكيني الجديد، جاء بعد تفكير ملي غلب فيه مصالح بلاده على الأطروحات الانفصالية التي تجاوزها الزمن للكيان الوهمي، وللنظام العسكري الجزائري، الذي حاول قبل أيام لعب أخير الأوراق من خلال ارسال ما يسمى رئيس “المجلس الشعبي الوطني”، ابراهيم بوغالي، لحضور حفل تنصيب الرئيس الكيني الجديد، غير أن كل المحاولات كان مصيرها الفشل الذريع.

ومني مرشح المعارضة رايلا أودينغا، المعروف بدعمه لأطروحة البوليساريو، بهزيمة نكراء في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في التاسع من غشت الماضي، والتي تم الإعلان عن فوز وليام روتو بها، وهو ما شكل ضربة قوية لجبهة “البوليساريو”، والنظام العسكري الجزائري.

ويتطلع المغرب وكينيا الى تدشين مرحلة جديدة، قائمة كما جاء في برقية التهنئة التي بعث بها جلالة الملك محمد السادس، إلى الرئيس وليام روتو، بمناسبة انتخابه رئيسا لجمهورية كينيا، على أساس التعاون البناء والتضامن الفاعل والاحترام المتبادل، بما يخدم المصالح العليا لشعبينا، ويسهم في ازدهار ونماء قارتنا.

الموقف التاريخي لكينيا، التي توصف تاريخيا بكونها أبرز معاقل الأطروحة الانفصالية لعصابات تندوف بالجزائر، لا يتمثل فقط في سحب الاعتراف بالكيان الوهمي، بل يتمثل أيضا في تأييد نيروبي لإطار عمل الأمم المتحدة باعتباره الآلية الحصرية لإيجاد حل دائم لنزاع الصحراء المغربية، وهي ضربة موجعة أيضا لخصوم وحدتنا الترابية، الذين يحاولون نزع حصرية التعاطي مع ملف الصحراء المغربية من الأمم المتحدة.

وأتت المقاربة الجديدة للدبلوماسية المغربية الهادفة إلى محاربة “سياسة الكرسي الفارغ”، أكلها خلال السنوات الأخيرة، حيث كانت القارة السمراء، هي المنطلق قبل الانتقال الى بلورة دبلوماسية ناجحة تجاه أمريكا اللاتينية من الناحية المؤسساتية والثنائية، لاسيما بعد نجاح المملكة الباهر في وضع أسس علاقات اقتصادية وسياسية متينة داخل إفريقيا، وهاهي الثمار تحصد اليوم تدريجيا، في مقابل افلاس المشروع الانفصالي وغير أخلاقي لجبهة “البوليساريو” وحاضنته النظام العسكري الجزائري.

زر الذهاب إلى الأعلى